الجزائر تودع عميد الأغنية الوطنية رابح درياسة

ويوصف الراحل بأنه عملاق الأغنية التراثية الشعبية الجزائرية، وقد ترك رصيدا فنيا كبيرا تجاوز حدود المئة أغنية ملتزمة، وأشهرها أغانيه “يحياو أولاد بلادي” و”نجمة قطبية”.

ونعى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الفنان الراحل ونشر عبر الصفحة الرسمية للرئاسة قائلا: “تفقد الجزائر برحيل الأستاذ المرحوم رابح درياسة، أحد روافد الوطنية، وشعلة متقدة، لعقود من خلال الأغنية الملتزمة، التي أبهجت أجيالا، من الجزائريين، ووصلت إلى العالمية. تعازي ومواساتي لعائلته وللأسرة الفنية الجزائرية جمعاء”.

وأكد مدير الأوركسترا السيمفونية الوطنية عبد القادر بوعزارة، أن الساحة الفنية في الجزائر تعيش حالة من الحداد، برحيل هذه القامة الفنية.

وقال بوعزارة لموقع سكاي نيوز عربية: “الجزائر فقدت قامة فنية لا تعوض، فدرياسة هو هرم موسيقي وطني كان ينقل قصص الجزائر ويعلمنا حب الوطن”.

وقد نعى وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة عمار بلحيمر، وقال: “الفنان رابح درياسة مغن ومؤلف موسيقي، ذو جمهور عريض بفعل عذوبه صوته، نقاء كلماته وأصالة إبداعه في مختلف الأعمال الفنية التي لطالما حظيت بإعجاب واحترام الجمهور”.

من جهتها قالت وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية وفاء شعلال: “تشاء الأقدار أن يرحل اليوم عن الساحة الفنية، المرحوم رابح درياسة، اسم غني عن التعريف قامة من قامات الفن الجزائري، تركا ورائه مسارا فنيا حافلا بالعطاء والإبداع”.

وقد أثنى المثقفين والفنانين الجزائريين والعرب على أخلاق ومسيرة الراحل، وعبروا عبر صفحاتهم الخاصة في مواقع التواصل عن مدى تأثرهم برحيله.

وأكد الكاتب رابح خدوسي أن الجزائر تودع اليوم صوتها الجميل، وفنان الشعب الكبير، وقال: “درياسة بلبل مدينة الورود وعندليب الجزائر يسافر دون وداع، غنى للجزائر فأطربها، رسم، كتب شعرا، لحّن فكان مدرسة فنية وأخلاقية متكاملة”.

ونعت الفنانة نسرين طافش نسرين الراحل قائلة: “السلام والرحمة لأسطورة الفن في الجزائر الفنان القدير رابح درياسة، صاحب الروائع كرائعة أغنية نجمة قطبية الذي كان لي شرف غنائها”.

وولد رباح درياسه في 19 أغسطس 1934 بمدينة البليدة بالجزائر، وقد أصبح مهتما بالأغنية عام 1953 وبدأ بتأليف الأغاني لمعظم نجوم عصره.

ومنذ استقلال الجزائر، قدم بأسلوبه مزيجا من الموضوعات الوطنية والتاريخية، ومثل الجزائر في عدة مهرجانات عبر العالم والأسابيع الثقافية للجزائر التي تنظم في الدول العربية سواء في العراق، ومصر، وسوريا، والكويت، والسعودية، والإمارات، حتى بات يلقب بسفير الأغنية الجزائرية.

وأكد الباحث الموسيقي عبد القادر بن دعماش، أن درياسة مغن ومؤلف موسيقي وملحن وكاتب كلمات جزائري استثنائي، يستحق لقب رائد الأغنية الجزائرية الأصيلة.

وقال بن دعماش لموقع سكاي نيوز عربية: “لقد قدم درياسة فنا متشبعا بالطابع الشعبي الجزائري البدوي الأصيل”، وأشار الباحث الموسيقي إلى أن سر تعلق الجزائريين وحبهم له هو ابتكاره لنوعا متميزا من الأغاني، من خلال مزجه لأنواع مختلفة من الألوان الموسيقية مثل العلوي والصحراوي مع الإيقاعات الحديثة بكلمات راقية تعكس نخوة الشعب الجزائري.