مظاهرات السودان تكشف تصدع الحكومة.. من ضد من؟!

تجمع آلاف المحتجين المؤيدين للجيش السوداني، اليوم السبت، أمام القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم وهتفوا “تسقط تسقط حكومة الجوع”.

كما نادوا بحل الحكومة وتوسيع المشاركة لتشمل كافة قوى الثورة، في وقت يواجه فيه السودان أكبر أزمة سياسية في مرحلته الانتقالية الممتدة لعامين.

أما منظم تلك الاحتجاجات فهي مجموعة ما يعرف بـ “ميثاق التوافق الوطني بقوى الحرية والتغيير” أو “جناح الإصلاح في قوى الحرية والتغيير”، التي انشقت عن “الحرية والتغيير” المركزية التي تعتبر حاضنة سياسية للحكومة.

ممثلون في الحكومة

ولعل المفارقة الأبرز أن تلك القوى التي نزل أنصارها إلى الشارع اليوم، تحت شعار “استرداد الثورة”، وحل الحكومة متهمينها بالفشل في إنهاء الأزمتين السياسية والاقتصادية في البلاد، يشاركون عبر ممثلين ووزراء فيها!

على رأسهم رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم الذي يشغل منصب وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، بالإضافة إلى وزير المعادن محمد بشير أبو نم، ووزير الرعاية الاجتماعية أحمد آدم بخيت، فضلا عن وزيرة الحكم الاتحادي بثينة إبراهيم دينار، ومدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك أردول، وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الذي يشغل رئيس حركة جيش تحرير السودان.

من تظاهرات الجناح المنشق عن الحرية والتغيير في الخرطوم اليوم (فرانس برس)

من تظاهرات الجناح المنشق عن الحرية والتغيير في الخرطوم اليوم (فرانس برس)

تظاهرات أخرى الخميس

في المقابل، دعت مجموعة المجلس المركزي بقوى الحرية والتغيير لمقاطعة تظاهرات اليوم والخروج يوم الخميس المقبل.

وتشارك هذه المجموعة أيضاً بعدد من الوزراء في الحكومة التنفيذية التي يرأسها عبد الله حمدوك، على رأسهم وزيرة الخارجية مريم الصادق، ووزير الصناعة إبراهيم الشيخ، بالإضاافة إلى وزير الثقافة والإعلام حمزة بلول، ووزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر، فضلا عن والي ولاية الخرطوم أيمن نمر، وعضوي مجلس السيادة محمد الفكي والهادي إدريس.

من تظاهرات الجناح المنشق عن الحرية والتغيير في الخرطوم اليوم (فرانس برس)

من تظاهرات الجناح المنشق عن الحرية والتغيير في الخرطوم اليوم (فرانس برس)

يشار إلى أن المجموعتين انشقتا بعد توقيع مجموعة المجلس المركزي لإعلان سياسي في الثامن من سبتمبر الماضي، رفضته مجموعة الميثاق أو ما يعرف بجناح الإصلاح.

تأتي تلك التحركات فيما تشهد الساحة السياسية في السودان انقساماً حاداً بين مكونات الحكم الانتقالي، عقب إحباط محاولة انقلابية الشهر الماضي (سبتمبر)، تصاعد بسببها التراشق الإعلامي بين المكونين المدني والعسكري، لحد توقفت فيه اجتماعات مجلس السيادة والاجتماعات المشتركة مع مجلس الوزراء.

في حين أقر حمدوك في خطاب وجهه إلى الشعب السوداني مساء أمس بـ”انقسامات عميقة وسط المدنيين وبين المدنيين والعسكريين” مؤكداً أن “الصراع ليس بين المدنيين والعسكريين بل هو بين معسكر الانتقال المدني الديمقراطي ومعسكر الانقلاب على الثورة”.

كما اعتبر أن السودان يمر “بأسوأ وأخطر أزمة” تواجهه منذ إسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، مشددا على أنها “تهدد البلاد كلها وتنذر بشرر مستطير”.