مصادر أميركية: إتفاق وشيك مع باكستان لاستخدام مجالها الجوي في أفغانستان

أبلغت إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن المشرعين أن الولايات المتحدة تقترب من إبرام اتفاق رسمي مع باكستان لاستخدام مجالها الجوي لإجراء عمليات عسكرية واستخباراتية في أفغانستان، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على تفاصيل الإحاطة السرية التي جرت مع أعضاء في الكونغرس صباح الجمعة.

وقال أحد المصادر إن باكستان أعربت عن رغبتها في توقيع مذكرة تفاهم مع أميركا مقابل مساعدتها في جهود مكافحة الإرهاب، وإدارة العلاقة مع الهند. وأفاد مصدر ثان أن المفاوضات جارية، وما زالت شروط الاتفاق، التي لم يتم الانتهاء منها بعد، عرضة للتغيير.

ويأتي هذا الإيجاز في الوقت الذي لا يزال فيه البيت الأبيض يحاول ضمان قدرته على تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب ضد داعش وخصوم آخرين في أفغانستان، في ظل غياب الوجود الأميركي على الأرض في أفغانستان لأول مرة منذ عقدين.

من عناصر طالبان

من عناصر طالبان

ويستخدم الجيش الأميركي حاليًا المجال الجوي الباكستاني للوصول إلى أفغانستان كجزء من جهود جمع المعلومات الاستخبارية المستمرة، ولكن لا يوجد اتفاق رسمي لضمان استمرار الوصول إلى جزء مهم من المجال الجوي الضروري للولايات المتحدة لتنفيذ عمليات في أفغانستان.

وقد يصبح الممر الجوي عبر باكستان إلى أفغانستان أكثر أهمية عندما تستأنف الولايات المتحدة الرحلات الجوية إلى كابل لنقل المواطنين الأميركيين وغيرهم ممن بقوا في البلاد.

وقال المصدر الثالث إن الاتفاق نوقش عندما زار مسؤولون أميركيون باكستان، لكن لم يتضح بعد ما تريده إسلام آباد أو ما تستطيع واشنطن تقديمه.

وفي ظل غياب اتفاق رسمي حاليًا، فإن الولايات المتحدة تخاطر برفض باكستان دخول الطائرات العسكرية الأميركية والطائرات بدون طيار مجالها الجوي في طريقها إلى أفغانستان.

وأصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بيانا نفت فيه وجود “مثل هذا التفاهم”، وقالت إن “باكستان والولايات المتحدة لديهما تعاون طويل الأمد بشأن الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، ويظل الجانبان منخرطين في المشاورات المنتظمة”.

وفي الوقت نفسه، تبرز أوزبكستان وطاجيكستان كخيارين رئيسيين للمواقع المحتملة لتأسيس وجود عسكري أميركي لإجراء ما يسمى بعمليات عبر الأفق في أفغانستان، على حد قول المصادر، لكن كلاهما سيواجه معارضة شديدة من روسيا.

وزارت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، أوزبكستان في وقت سابق من هذا الشهر، حيث ناقشت “سبل المضي قدما في أفغانستان” مع الرئيس شوكت ميرزيوييف، وفقا لما جاء في بيان للاجتماع.

وحاليًا ، تجري الولايات المتحدة عملياتها عبر الأفق من قواعد في الشرق الأوسط، مما يجبر الطائرات بدون طيار على التحليق من قواعد بعيدة في المنطقة قبل الوصول إلى أفغانستان. ويحد الطيران المطول من فعالية تنفيذ العمليات وجمع المعلومات الاستخبارية، وكانت إدارة بايدن تبحث عن خيارات أقرب وأكثر فاعلية.

وقال مسؤول دفاعي لشبكة CNN الأميركية: “تحتفظ الولايات المتحدة بقدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع المستمرة حسب الحاجة لدعم متطلبات مهمة المراقبة ومكافحة الإرهاب”، ولا يشمل ذلك الطائرات بدون طيار فحسب ، بل يمتد أيضًا إلى القدرات الاستخباراتية والإلكترونية لمراقبة الوضع في أفغانستان.

ويوم الخميس، قال السناتور جيم إينهوفي العضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ إن الولايات المتحدة “في وضع أسوأ فيما يتصل بفهم وتتبع التهديدات الإرهابية القادمة من أفغانستان”.

وذكر إينهوفي بيان أن الولايات المتحدة “أصبحت الآن أقل أمانًا مما كانت عليه قبل قرار بايدن الكارثي بالانسحاب غير المشروط والكامل من أفغانستان”.