اشتباكات بين الأمن ومتظاهرين أمام مقر الجيش السوداني

سادت حالة من الغضب في الخرطوم، واندلعت اشتباكات بين متظاهرين والأمن اليوم الاثنين أمام مقر قيادة الجيش، بعد أن شهدت العاصمة السودانية سلسلة اعتقالات طالت عدة وزراء في الحكومة ومجلس السيادة، .

كما أطلقت قوات عسكرية الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات، وفق وزارة الإعلام.

فيما أعلنت لجنة أطباء السودان أن 12 إصابة سجلت بإطلاق نار أمام مقر قيادة الجيش.

إلى ذلك، أفادت مصادر العربية بأن آلاف المتظاهرين عبروا جسر “أمدرمان” باتجاه الخرطوم، لمؤازرة المتواجدين هناك من المحتجين على حملة الاعتقالات. كما اقتحم عدد من المحتجين شرق النيل جسر “المنشية” وتوجهوا نحو العاصمة.

وكان متظاهرون قد توافدوا إلى شوارع الخرطوم وأقدموا على إحراق بعض الإطارات تنديداً بالاعتقالات التي تمت، كما أغلقوا عددا من الطرق.

من الخرطوم يوم 25 أكتوبر (فرانس برس)

من الخرطوم يوم 25 أكتوبر (فرانس برس)

حمدوك بمكان مجهول

يذكر أن البلاد كانت شهدت فجرا سلسلة اعتقالات طالت إلى جانب الوزراء قياديين في أحزاب عدة، فضلاً عن قوى الحرية والتغيير ومن ضمنهم ياسر عرمان، فضلاً عن مستشار رئيس الحكومة الإعلامي فيصل محمد صالح.

إلى ذلك، كشف مدير مكتب رئيس الحكومة، آدم حريكة، لـ”العربية/الحدث”، أن عبدالله حمدوك اقتيد إلى مكان مجهول بعد أن حاولت قوة عسكرية الضغط عليه لإضفاء الشرعية على الأحداث والتوقيفات التي شهدتها البلاد، إلا أنه رفض الانصياع.

رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (أرشيفية من رويترز)

رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك (أرشيفية من رويترز)

دعوة لاحتلال الشوارع

من جانبها أعلنت وزارة الإعلام في بيان على حسابها في فيسبوك لاحقاً، أن حمدوك اقتيد إلى مكان مجهول، بعد أن رفض الانصياع لمطالب الانقلاب، وفق تعبيرها.

كما لفتت إلى أن رئيس الحكومة دعا السودانيين للنزول للشارع والتمسك بالسلمية، موضحة أنه وجه رسالة من مقر إقامته الجبرية، يطلب فيها من كافة المواطنين احتلال الشوارع للدفاع عن “ثورتهم”.

وكانت قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين دعيا في وقت سابق أيضا كافة المواطنين للنزول إلى الشوارع، واستنكار التوقيفات أو أي محاولة انقلاب عسكري.

تصاعد التوتر

يشار إلى أن هذه التطورات أتت بعد أسابيع من تصاعد التوتر بين المكون العسكري والمدني اللذين يقودان الحكم في السودان منذ عزل رئيس النظام السابق عمر البشير.

وقد تصاعدت حدة هذا التوتر منذ محاولة الانقلاب التي وقعت في سبتمبر الماضي، وتبادل على إثرها الطرفان الاتهامات وتحميل المسؤوليات عما يجري من أزمات اقتصادية وسياسية.