مع تسهيلات “الفيزا”.. انطلاق الموسم السياحي بصحراء الجزائر

تسهيلات في “الفيزا” الجماعية

وشهدت منطقة تاقمارت الغربية بولاية تمنراست، التي تعد من بين أهم الفضاءات السياحية الصحراوية في العالم، مراسم الافتتاح الرسمي للموسم السياحي الجديد في الجزائر.

وتشير التقديرات الرسمية إلى أن الموسم السياحي لخريف 2021، استقطب حتى الآن حوالي 5 آلاف سائح جزائري، وعشرات السياح الأجانب القادمين من روسيا.

وساهمت هذه الخطوة في منح أكثر من 30 وكالة سياحية جزائرية نفسا جديدا بعد أزمة “كوفيد-19″، التي دفعت بأكثر من ألف وكالة سياحية لإعلان إفلاسها.

وقال مدير السياحة لولاية تمنراست، أورزيق حبيب الله، إن الجزائر “عازمة فعلا على منح العديد من التسهيلات لقوافل السياح الذين يرغبون في الاستمتاع بسحر الصحراء الجزائرية، سواء في تيميمون وتاغايت والآهقار، التي تضم آثار تصنفها منطقة اليونيسكو في خانة التراث الإنساني العالمي”.

وأكد حبيب الله لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لقد تم تخفيف إجراءات السفر للأجانب الذين يرغبون في زيارة الصحراء الجزائرية بشكل جماعي”.

ويعتبر هذا من أهم القرارات التي اتخذتها الوزارة مؤخرا، حيث تم اعتماد نظام التأشيرة الجماعية للوفود الأجنبية، لتلبية طلبات السياح الأجانب الذين يحلمون بزيارة الجزائر، كما أن هذا الإجراء يعد من بين أبرز الطلبات التي رفعتها الوكالات السياحية الجزائرية للحكومة.

وقال حبيب الله: “نحن نرحب بكل السياح الأجانب والعرب، وقد قمنا بتطوير نظام الخدمات الفندقية في ولاية تمنراست، التي تضم 23 فندقا ومخيما، وفق معايير سياحية عالمية”.

حضيرة سياحية عالمية

وتتميز السياحة الصحراوية في تمنراست بتنوعها بين المغامرات والطبيعة والمناطق الأثرية، حيث تضم مجمع سياحي ثقافي يعد الأكبر على مستوى الوطن، بمساحة تتجاوز 633 ألف و887 كلم مربع.

من جانبه، وصف رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية والمستشار السابق بوزارة السياحة، سعيد بوخليفة، الوضع السياحي في الجزائر خلال شهر أكتوبر بـ”المقبول”، مضيفا: “الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة بخصوص الحالة الوبائية، ساعدت في تحقيق نوع من الانتعاش لقطاع السياحة المحلية، وذلك بعد عامين من حالة الركود والشلل التام الذي أدى إلى إعلان أكثر من ألف وكالة سياحية إفلاسها رسميا”.

وفي هذا السياق، يقدر المستشار السابق بوزارة السياحة، عدد السياح الجزائريين والأجانب الذين توجهوا إلى الصحراء خلال هذا الموسم السياحي، بحوالي 5 آلاف، وهو رقم يبقى متواضعا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث كان العدد يتجاوز حدود 30 ألف سائح في شهر أكتوبر، قبل الجائحة.

ودعا بوخليفة السلطات الجزائرية إلى “تكثيف جهود الدعم المادي وتطوير قطاع السياحة، لما يشكله من حلقة مهمة من شأنها أن تكون سندا للاقتصاد الوطني”.

ومؤخرا، أوصى الرئيس عبد المجيد تبون، بضرورة إعطاء المزيد من الاهتمام لقطاع السياحة المحلية وخاصة الصحراوية، وذلك نظرا لأهمية هذا القطاع في إنعاش الاقتصاد الوطني.

“وضع آمن” وعروض تحفيزية

ويجمع الخبراء على أن الاستثمار السياحي في المناطق الصحراوية سيتعزز بمزيد من العروض، في ظل المنافسة العالمية، حيث تراهن على الجزائر على ما تزخر به البلاد من ثراء طبيعي وكنوز تاريخية، من شأنها رفع مستوى الطلب على الرحلات السياحية في الجنوب.

وقد واجه هذا المشروع السياحي الكبير العديد من العراقيل، أبرزها غياب الاتصال وصعوبة الحصول على الفيزا وارتفاع أسعار التذاكر مقارنة بالعروض التي تقترحها دول الجوار للسائح الجزائري والأجنبي على حد سواء.

وكعينة لواقع السياحة المحلية في الصحراء، يؤكد المستثمر عبد المجيد رقاني، الذي يملك شركة سياحية في تمنراست، على أن السياحية الصحراوية “تحتاج لتضافر الجهود من أجل استقطاب مئات الآلاف من السياح سنويا”.

وأوضح رقاني لموقع “سكاي نيوز عربية”: “نعمل مع الدولة لتقديم مزيد من الامتيازات للسائح الأجنبي، فهناك كنوز ثقافية، والوضع آمن جدا في الجزائر اليوم، والزائر الأجنبي يشعر أنه في بيته”.

واستطاعت الجزائر في السنوات الأخيرة أن تتجاوز التحدي الأمني الذي كان يشكل أكبر عائق أمام القيام بأية خطوة في مجال الاستثمار السياحي الصحراوي.

وبلغة الأرقام، فإن هناك حوالي 8 آلاف سرير فندقي موزعين على مختلف الولايات بالجنوب الكبير، بينما يتجاوز الطلب المحلي اليوم على رحلات الجنوب، خاصة في فصل الشتاء، حدود 300 ألف طلب.