مهرجان بابل يخطف قلوب العراقيين.. حضور مكثف ونجوم يتألقون

وانطلق المهرجان، مساء الخميس، بفعاليات مستوحاة من تاريخ مدينة بابل وملكها حمورابي، وما شرّعه من قوانين بقيت تلهم البشرية وتغذي التوق نحو الحرية.

وأحيا كل من شمس الكويتية، وهاني شاكر، وحاتم العراقي، اليوم الأول للمهرجان، فضلا عن إقامة عروض مسرحية، تجسد تنصيب حمواربي ملكا للسلالة البابلية، على أن يستمر المهرجان لعدة أيام بمشاركة واسعة من فنانين عراقيين وعرب آخرين.

فعاليات متنوعة

ويتضمن المهرجان فعاليات متنوعة، تقيمها فرق شعبية عربية وأجنبية، إلى جانب فعاليات عرض الأزياء البابلي، والعزف، والرسم الحر، وفعاليات الطيران الشراعي، والمناطيد والدبكات العربية والكردية، فضلا عن فعاليات ثقافية وأدبية وفنية أخرى.

ومنذ أيام، تحتفي الأوساط الثقافية والشعبية كذلك، على مواقع التواصل الاجتماعي، بالحدث الفني الأبرز، عبر نشر الصور الخاصة بالمهرجان، والمقاطع المرئية، وسط تأكيد على قدرة العراق على المضي باستعادة قوته الفنية والثقافية في الساحة العربية، مع التأكيد على ضرورة استمرار تلك الفعاليات.

لكن تلك الفرحة لم تخلُ من منغصات، حيث تسعى جهات وصفت بـ”المتطرفة” إلى إلغاء المهرجان الدولي، إذ حاولت من خلال نفوذها، وبعض الجيوش الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، تغذية الرأي العام بمعلومات مزيفة ومغلوطة عن المهرجان من قبيل، أنه سيضم فعاليات “غير أخلاقية”.

وأخفق القائمون على تلك الحملات في إلغاء الفقرات الغنائية، بعد مطالبات ومراسلات مستمرة مع محافظ بابل حسن منديل، الذي استسلم لتلك الضغوط، لكن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تدخل وأصر على إقامة جميع فقرات المهرجان دون استثناء، وفق مصادر صحفية.

دليل على تعافي العراق

ورأت أوساط فنية عراقية، أن المهرجان، “يمثل دليلا على تعافي البلاد من سلسلة الكوارث التي مرت بها خلال السنوات السابقة، ووضع قدم على سكة التعافي المتدرج من آثار الحروب والتوترات الأمنية”.

ويرى الأستاذ في كلية الفنون الجميلة، ياسر العبيدي، أن “المهرجان وإن كانت هناك ملاحظات فنية، لكنه خطوة واضحة نحو استعادة العراق دوره الفني والثقافي، بل والسعي إلى الصدارة في ذلك، فضلا عن الرسالة الموجهة إلى جهات داخلية، بأن البلاد تضم مختلف المكونات والأطياف والأفكار، ولا يمكن فرض رؤية أحادية عليها”.

ويضيف العبيدي خلال حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “الاعتراضات على المهرجان لها أبعاد أخرى، لكن لا يجب الاستسلام لها، بل العمل على استئناف حياة العراقيين، ومنح الطبقة المثقفة راية قيادتها، دون الارتهان إلى أجندات غير مقبولة، ولا تمثل الرأي العراقي”.

وهذه هي المرة الأولى التي يقام فيها مهرجان بابل الدولي بعد عام 2003، إذ توقف بسبب الغزو الأميركي، وتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد خلال السنوات التي تلت ذلك.

حضور جماهيري واسع

وكان حضور الجمهور لافتا في هذا المهرجان، حيث اكتظت مدرجات المسرح البابلي بمختلف فئات المجتمع العراقي، فيما لم يتمكن آخرون من الحضور بسبب نفاد التذاكر الخاصة بالمهرجان، التي بيعت في عدة أماكن ومحافظات مختلفة.

وألهبت الفنانة الكويتية شمس، حماس الجمهور، بعدد من أغانيها المختارة، على رغم العطل الفني الذي حصل أثناء وقوفها على المسرح.

فيما غنى الفنان المصري هاني شاكر، على مدار ساعة ونصف عددا كبير من أغنياته، من بينها “الحلم الجميل”، و”أنت لسة بتسألي”، كما غني للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ أغنية “جانا الهوى”.

وأحيا الفنان المغترب حاتم العراقي، حفلا استمر لأكثر من ساعة بعد منتصف الليل، فيما بقي الجمهور حاضرا بكثافة.