السودان.. انفراجة في الشرق ومبادرات في الخرطوم

قال المستشار القانوني للمجلس الأعلى لنظارات البجا في السودان، أحمد موسى عمر، إن المجلس اتخذ خطوات عملية لتخفيف الضغط السياسي والاقتصادي على البلاد، لافتاً في مقابلة مع العربية، إلى أنه في حال انقضاء شهر دون الالتفات إلى مطالبهم، فسيعودون للإغلاق مرة أخرى.

قبل ذلك اعتبر رئيس مجلس نظارات البِجا أن القرارات الأخيرة نفذت جزءا من مطالب المجلس أبرزها حل الحكومة المدنية وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين.

وكانت نظارت البجا في شرق السودان قررت فتح الطرق وإنهاءَ إغلاق الميناء الحيوي في البلاد، معلنة أن القرار الجديد سيدوم شهرا كاملا اعتبارا من اليوم.

قائد القوات السودانية عبد الفتاح البرهان (أرشيفية- فرانس برس)

قائد القوات السودانية عبد الفتاح البرهان (أرشيفية- فرانس برس)

من جهته أكد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان خلال مقابلة مع وكالة سبوتنيك ضرورة التحركات الأخيرة التي أعلن خلالها حل مجلسي السيادة الانتقالي والوزراء، وذلك لمعالجة “الخلل” الذي طرأ على مسار التحول في البلاد حسب وصفه.

كما شدد البرهان أن ما حدث لم يكن انقلابا، لأن الجيش كان شريكا في السلطة بالفعل.

وأضاف أن الجيش السوداني ملتزم بالمساعدة في قيادة المرحلة الانتقالية لحين إجراء الانتخابات، مشيرا إلى عدم وجود أسماء مرشحة لقيادة مجلس الوزراء في الوقت الراهن.

وبخصوص الحكومة التي تحدث البرهان عن تشكيلها أفادت مصادر لوكالة رويترز بتقديم اقتراح يقضي بمنح رئيس الحكومة السابق عبد الله حمدوك صلاحيةَ تشيكل حكومة تكنوقراط وسلطاتٍ تنفيذية كاملة.

 عبد الله حمدوك (أرشيفية- رويترز)

عبد الله حمدوك (أرشيفية- رويترز)

وقالت المصادر إن الاقتراح يدعو إلى إلغاء مجلس السيادة والمؤلفِ من 14 عضواً وتعيينِ مجلس شرفي من ثلاثة شخصيات.

وأضافت أن الاقتراح يشمل مواصلة قيادة الجيش لمجلس الأمن والدفاع.

بينما قالت مصادر مقربة من حمدوك لرويترز إنه طالب بإطلاق سراح المعتقلين والعودةِ إلى اتفاق تقاسم السلطة الذي كان قائماً قبل سيطرة الجيش.

شريان حياة

وشكل إغلاق بورتسودان الذي بدأ منذ منتصف شهر سبتمبر الماضي، مادة ضغط فيها المحتجون في شرق البلاد على حكومة حمدوك المنحلة، وذلك لتلبية مطالب يراها سكان تلك المنطقة الحيوية عادلة وملحة .

فميناء بورتسودان هو درة المدينة حيث يمتد على مساحة 180 هكتارا برصيف قُدّر طوله بحوالي 1200 متر.

وبطاقة استيعابية تصل إلى مليون و300 ألف حاوية سنوياً تحمل واردات يعتمد عليها السودان بنسبة أكثر من 60 في المئة لتغطية احتياجاته الرئيسية

ولا تقتصر أهمية الميناء على السودان وحسب وإنما تمتد إلى دول جوارِه جنوب السودان وتشاد وحتى أثيوبيا .

للمدينة أهمية أخرى بالغة تكمن في مطارها الذي يُعتبر ثاني أكبر مطار في السودان والقادر على استيعاب ضغط الرحلات في حال حدوث أي طارئ في مطار الخرطوم.

إنهاء شرق السودان لقرار الإغلاق وإن كان مؤقتا بموجب اتفاق بين العسكر ومجلس نظارات البجا، من شأنه تخفيف المعاناة التي طالت مختلف الولايات السودانية جراء نقص حاد في المواد الأساسية لا سيما الدقيق والوقود.