“طالبان باكستان” تطالب بالإفراج عن سجناء كشرط لإجراء محادثات

نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر متعددة في حركة طالبان الباكستانية قولها، إن الحركة طالبت حكومة إسلام اباد بالإفراج عن عدد من السجناء كشرط لإجراء محادثات تهدف إلى تمهيد الطريق لإجراء مفاوضات للتوصل لوقف كامل لإطلاق النار.

وقال قائد مقره في إقليم كونار الأفغاني، إن حركة طالبان الباكستانية أجرت جولتين من المحادثات الأولية، قامت حركة طالبان الأفغانية بتسهيل عقدهما. يذكر أن حركة طالبان الباكستانية تنظيم منفصل عن طالبان الأفغانية.

وقالت مصادر مطلعة إن سراج الدين حقاني، رئيس شبكة حقاني ووزير الداخلية في الحكومة التي شكلتها طالبان في أفغانستان، يساعد في المحادثات.

عناصر من طالبان الأفغانية يحاولون ضبط تظاهرة في كابل بسبتمبر الماضي مناهضة لباكستان

عناصر من طالبان الأفغانية يحاولون ضبط تظاهرة في كابل بسبتمبر الماضي مناهضة لباكستان

وحركة طالبان الباكستانية مدرجة في قائمة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية. وتضم الحركة عدداً من الجماعات المتشددة التي تقاتل الحكومة الباكستانية منذ عام 2007.

وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قد قال في تصريحات صحافية الشهر الماضي، إن حكومته تجري محادثات مع قطاعات من حركة طالبان الباكستانية في إطار “عملية مصالحة”.

وقال ثلاثة من قادة حركة طالبان الباكستانية، إن الإفراج عن السجناء سيكون “إجراء لبناء الثقة” بين الطرفين، مضيفين أن نتيجة المحادثات لا تزال غير مؤكدة.

وقال قائد في حركة طالبان الباكستانية لـ”رويترز” من إقليم كونار بأفغانستان: “لسنا متفائلين جداً بشأن النتائج الفورية للمحادثات. قادتنا طالبوهم بالإفراج عن سجناء إذا كانوا ملتزمين بالمشاركة في مفاوضات ذات مغزى”.

في سياق متصل، قال مفاوضون إن الجانبين اتفقا على عدم إصدار بيانات تدعم أو تعارض عملية السلام أو ضد بعضها بعضا حتى يتم التوقيع على الاتفاق وإعلانه.

من جهته، قال المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية محمد خراساني في رسالة نصية، إن الحركة “لم ترفض أبداً إجراء محادثات ذات مغزى” لكن لم تحدث تطورات على الأرض حتى الآن.

صور ضحايا هجوم شنته طالبان باكستان على مدرسة عسكرية في بيشاور في 2015

صور ضحايا هجوم شنته طالبان باكستان على مدرسة عسكرية في بيشاور في 2015

وأسفرت هجمات طالبان الباكستانية عن سقوط آلاف المدنيين والعسكريين الباكستانيين قتلى وجرحى على مر السنين، لكن عملية عسكرية نفذها الجيش الباكستاني في عام 2014 أدت إلى إضعاف الجماعة بشدة وطردها من معقلها في وزيرستان الشمالية.

لكن تقديرات تقول إن الحركة تملك قوة تضم ما يتراوح بين 4000 و5000 مقاتل يتمركز كثيرون منهم عبر الحدود في أفغانستان. ووقعت سلسلة من الحوادث على الحدود منذ أن سيطرت طالبان الأفغانية على كابل في أغسطس الماضي.

وتبادلت أفغانستان وباكستان الاتهامات في عهد الحكومة السابقة المدعومة من الغرب في كابل بإيواء جماعات متطرفة شنت هجمات عبر الحدود.

وقال قائد آخر في حركة طالبان الباكستانية، إن قيادة الحركة تشاورت مع جميع الفصائل فيها ولدى بعضها تحفظات جدية بشأن إجراء محادثات مع الحكومة الباكستانية. لكنه قال إن العديد من المقاتلين العاديين يريدون العودة إلى ديارهم.