تشافي وبرشلونة..  كيف ينجح “المايسترو” في مهمته المعقدة؟

وأوضح تشافي، خلال مؤتمر تقديمه، أنه يريد إعادة “فلسفة برشلونة” مرة أخرى، من حيث الاستحواذ على الكرة والضغط العالي على الخصم.

وأضاف “المايسترو”: “كثرة الإصابات أمر مقلق بالنسبة لنا.. سأتحدث مع الطاقم الطبي؛ وأثق في قدرتنا على حل هذه الأزمة”.

بشكلٍ عام، تحدث تشافي عن قيمة برشلونة واللاعبين الشباب بالفريق، وآماله الواسعة للعودة للمنافسة مرة أخرى.

وبدأ تشافي فترته التدريبية بحفنة من القرارات الصارمة، من أجل الحفاظ على تركيز اللاعبين وتطويرهم فنيًا أكثر فأكثر، لإحياء روح “البارسا”، التي يفتقدها محبو اللعبة بشكلٍ عام، وليس جمهور النادي الكتالوني فقط.

ويبقى السؤال الأهم، ما التحديات التي تنتظر تشافي ببرشلونة؟ وهذا ما نجيب عليه خلال السطور التالية.

 نسيان ميسي

في تقريره حول تعاقد برشلونة مع تشافي هيرنانديز، يشير موقع “فرنسا 24” إلى أن هناك عدد من التحديات الأساسية تنتظر المدرب الإسباني بكتالونيا، على رأسها “نسيان ميسي”.

لوائح “سقف المرتبات” بالدوري الإسباني جعلت مفاوضات برشلونة مع ميسي لتجديد عقده مع الفريق تصل لطريق مسدود، ومع انتقال “البرغوث” لنادي باريس سان جيرمان، ظهر أثر غيابه على الفريق الكتالوني فنيًا.

عقدت إدارة برشلونة آمالها على الإسباني الشاب أنسو فاتي ومنحته القميص رقم 10، وسط أمنيات أن يستطيع تدريجيًا تعويض غياب “البرغوث”.

رغم الأداء القوي لفاتي مع برشلونة هذا الموسم (ساهم في 5 أهداف خلال 8 مباريات)، عقب عودته من الإصابة، إلا أنه سريعًا ما أصيب مرة أخرى، وقد يغيب لقرابة 4 – 6 أسابيع.

ورغم الأداء الباهت لبرشلونة هذا الموسم، يرى قطاع كبير من النقاد الرياضيين أن رحيل ميسي قد يكون مفيدًا للنادي الكتالوني، ليكتشف عيوبه بوضوح، ويعمل على معالجتها، لأن في النهاية الأرجنتيني صاحب الـ 34 عامًا، يقضي سنواته الأخيرة في الملاعب، وإذا استمر مع برشلونة، كان سيعتزل اللعبة خلال 2 -5 سنوات من الآن.

ببساطة، على تشافي أن يبني مشروعه مع برشلونة دون وجود أسطورة كروية مثل ميسي، ليدرك القدرات الحقيقية لفريقه، وقد ينتج هذا المشروع “ميسي جديد” بمرور الأيام.

التأهل لأبطال أوروبا

وفقًا لتصريحات رئيس برشلونة، خوان لابورتا، تصل ديون النادي الكتالوني إلى قرابة 1.35 مليار يورو، ما يجعل التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل ضروريًا للنادي الإسباني؛ لأنه لن يتحمل الاستغناء عن العائد المادي من المشاركة في البطولة الأوروبية الأهم للأندية.

بعد التعادل الإيجابي مع سيلتا فيغو بثلاثة أهداف لكل فريق، احتل برشلونة المركز التاسع بترتيب “لا ليغا” برصيد 17 نقطة، ويحتاج أن ينهي الموسم في المراكز الأربعة الأولى ليضمن التأهل لـ”أبطال أوروبا”.

أحلام واقعية

التحدى الثالث الذي يواجه تشافي هو إقناع جمهور برشلونة بعدم انتظار الألقاب في الوقت الحالي، وأن يأخذ مشروع برشلونة الجديد دورته الطبيعية والتدريجية، حتى يعود الفريق الكتالوني مرة أخرى للمنافسة بقوة محليًا وقاريًا.

في تصريح سابق لموقع “سكاي نيوز عربية”، أوضح المحلل الرياضي، محمد بدوي أن مشروع أي فريق للعودة للمنافسة يحتاج إلى 3 خطوات رئيسية وهي: وجود إدارة رياضية ناجحة بالنادي قادرة على وضع خطة عمل ذات أهداف واضحة، وإيجاد مدرب مناسب لتطبيقها، وحصول هذه المنظومة على وقت كاف لتحقيق النجاح المرجو منها.

في حالة تطبيق هذه الخطوات على تجربة برشلونة وتشافي، ربما يكون هدف الإدارة الحالي هو إعادة منظومة لعب برشلونة التي اعتادت عليها الجماهير مرة أخرى.

ولتحقيق هذا الهدف، تعاقد النادي الكتالوني مع تشافي، الذي يحتاج إلى تحريره من ضغط الجماهير، لبناء جيل قوي لبرشلونة، يتكون في الأساس من شباب “لاماسيا”، إذ لا تسمح “ديون برشلونة” للنادي الإسباني بالتعاقد مع أي نجم كبير خلال الفترة الحالية.

مع الوضع في الاعتبار، أن تشافي لا يملك أي خبرات تدريبية قوية في أوروبا، ما يثير الشكوك حول قدرته ليكون الرجل الأول في النادي الكتالوني خلال هذه المرحلة الصعبة في تاريخ النادي. خاصةً أن تصريحات تشافي، في يومه الأول بالنادي كمدرب، تضمنت وعودًا قوية للجماهير بالعودة سريعًا للمنافسة.

صغار برشلونة

تصف صحيفة “آس” الإسبانية فريق برشلونة خلال الفترة الحالية بـ”المنهار تمامًا”، وأن اللاعبين الشباب مثل: أنسو فاتي، وجافي، ونيكو غونزاليس هم الأمل الوحيد للنادي الكتالوني لاستعادة الأمجاد مرة أخرى.

وفقًا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، أتاحت إدارة برشلونة 10 ملايين يورو فقط لتشافي من أجل “الميركاتو” المقبل، ما يعيق التعاقد مع أي نجم كبير، وبدأ “البارسا” موسم انتقالاته بالتعاقد مع نجمه السابق داني ألفيس (38 عامًا) مجانًا لنهاية الموسم.

وأكد تشافي أنه سيسعى لتحقيق أكبر استفادة فنية من شباب برشلونة، والعمل على تطويرهم باستمرار، كما أشار إلى أنه سيتعاون مع الطاقم الطبي للفريق، للحفاظ على اللاعبين من الإصابات المتكررة.

ويأمل جمهور برشلونة أن يشاهد جيلًا ذهبيًا جديدًا، يتكون من شباب “لاماسيا” مثل جيل ميسي وتشافي وانيستا.

جدير بالذكر، أن تشافي خاض 767 مباراة بقميص برشلونة، وهو ثاني أكثر لاعب خوضا للمباريات في تاريخ النادي بعد ليونيل ميسي، وحصل على 25 لقبًا أبرزها الدوري الإسباني 8 مرات ودوري أبطال أوروبا 4 مرات.

وحمل شارة قيادة برشلونة، قبل أن يختتم مسيرته في اللعب مع السد لمدة أربع سنوات، ثم بدأ معه مشواره التدريبي بعد الاعتزال في 2019.

اترك تعليقاً