“رعب أسوان” ليس الأول.. إحصاءات مخيفة عن لدغات العقارب

وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر المناطق احتواءً للعقارب السامة، وتستحوذ على النسبة الأكبر ضمن معدلات لدغات العقارب حول العالم سنوياً، وكذا نسب الوفيات المرتفعة.

وتشير الإحصاءات القليلة المتوفرة حول معدلات الإصابة بلدغات العقارب إلى أرقام “مخيفة” نسبياً، حيث يتعرض أكثر من مليون شخص حول العالم كل عام للدغات مختلفة، تتفاوت في مدى خطورتها، من الإصابات البسيطة التي لا تحتاج أمصالاً وصولاً إلى اللدغات “القاتلة”، وسط أزمة تعاني منها بعض المناطق بسبب افتقاد الأمصال المضادة للسموم واللدغات، مثلما حدث قبل 3 أعوام في ليبيا، وتحديداً في الجنوب.

أرقام

ولا تتوافر إحصاءات دقيقة وحديثة عن إجمالي حالات لدغات العقارب بشكل سنوي، إلا أن دراسة نشرتها المجلة الأكاديمية للبحوث والدراسات “ساينس دايركت” في وقت سابق، أفادت بأن هناك ما بين 1.2 مليون إلى 1.5 مليون حالة لدغة عقرب كل عام، تؤدي إلى ما يزيد عن 2600 حالة وفاة.

وكانت دراسة بعنوان “وبائيات العقرب” أجريت عام 2008، قدّرت عدد الوفيات السنوية بحوالي 3250 حالة، من إجمالي عدد حالات يصل إلى مليون و200 ألف حالة. وشكلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حوالي 42 بالمئة من تلك الحالات، ونصف العدد الإجمالي للوفيات، بحسب الدراسة نفسها.

وطبقاً لـ”مايو كلينك”، فإن هناك أكثر من مليون لدغة عقرب يتم تسجيلها كل عام، وذلك عبر 1500 نوع من العقارب السامة، من بينها 30 نوعاً عادة ما تكون سميتهم قاتلة بشكل مباشر.

وكانت منظمة الصحة العالمية قبل سنوات، قد أحصت إجمالي حالات التعرض لعض الكلاب ولدغ الثعابين وقرص العقارب سنوياً حول العالم بحوالي 12 مليون شخص، منهم 5 ملايين حالة لدغات ثعابين وعقارب مجتمعين، غالبيتهم في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، وأن نسبة من 50 إلى 75 بالمئة من تلك الإصابات تحتاج لأمصال حتى لا يتعرض المصاب للوفاة.

لدغات العقارب

ويقول مدير مركز السموم بمستشفيات جامعة عين شمس بالقاهرة، محمود لطفي، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “لدغات العقارب من المعروف أنها عادة ما تكون لدغات سامة، بعكس الثعابين التي منها ما هو سام ومنها ما هو غير سام”، موضحاً أن هناك أعماراً بعينها هي الأكثر تأثراً بلدغات العقارب، خاصة فئة الأطفال وكبار السن، فعادة ما تشكل اللدغات خطورة عليهم بشكل كبير.

وعن انتشار العقارب في البيئات الحارة، يشير إلى أن العقارب تنشط في فصل الصيف عادة، مع ارتفاع درجات الحرارة، موضحاً أن هجوم العقارب في مدينة أسوان بمصر مؤخرا (رغم أن فصل الصيف انتهى)، يعود إلى التغيرات المناخية التي حدثت في أسوان وهطول الأمطار بشكل كثيف ما أدى لخروج العقارب من جحورها وأماكن تواجدها.

ويلفت لطفي إلى أنه في الأغلب لا تكون تأثيرات لدغات العقارب على معظم الناس خطيرة، لا سيما في ظل توافر الأمصال المضادة، وبالتالي فإن أغلب المصابين لا يتأثرون بشكل كبير، أو يكون التأثير بسيطا، بينما تتزايد عوامل الخطورة نسبياً بالنسبة لكبار السن والأطفال.

وفي عام 2018، سلطت منظمة الصحة العالمية الضوء على أزمة “العقارب” في جنوب ليبيا، بشكل خاص، وقالت إن “المئات” تعرضوا للدغ “ولسوء الحظ مات العديد من الضحايا في غياب الترياق حينها”.

ونقلت المنظمة عن مدير الخدمات الصحية بإحدى مناطق الجنوب الليبي قوله إن 55 شخصاً (من بينهم 26 طفلاً) ماتوا بسبب اللدغات في 2017 في تلك المنطقة تحديداً.