بعد حظر مطربي المهرجانات.. الوسط الفنّي المصري “منقسم”

واستطلع موقع “سكاي نيوز عربية” آراء بعض المسؤولين بنقابة المهن الموسيقية، الشعراء والملحنين، والنقاد الفنيين عن مدى جدوى قرار المنع، وعما إذا كان القرار في مصلحة الحركة الغنائية والموسيقية من عدمه؟.

فشل في الاختبارات

وعلَّق مصدر مسؤول بنقابة المهن الموسيقية المصرية، قائلًا إنَّ الـ 19 مطربًا الممنوعين من الغناء، ليس بسبب أي شيء سوى أنّهم لم يتقدموا لاجتياز اختبارات النقابة مطلقًا، وعدم امتلاكهم كارنيهات العضوية.

وتابع المصدر، الذي رفض ذكر اسمه: “كل الجهات أصبحت تطالب النقابة بوضع قائمة أسماء بالأعضاء المسجلين بالنقابة بشكل رسمي حتى يوافقوا على عملهم معهم في المنشأة أو الحفلات، فكان لابد من بيان رسمي يتضمن أسماء المطربين المتواجدين بالساحة الغنائية الذين لا تربطهم أية صلة بنقابة المهن الموسيقية”.

وحول قرار منع الفنان المصري، حسن أبو الروس من الغناء، أشار إلى أنّ النقابة ستصدر بيانًا توضيحيًّا بشأنه خلال الساعات المقبلة.

واستطرد قائلًا: “حسن أبو الروس تم تحويله للتحقيق ولم يتم فصله بشكل نهائي وسيمثل للتحقيق معه في نقابة المهن الموسيقية، صباح يوم الأحد المقبل، لعدم التزامه بقرارات النقابة.

 

وأضاف: “غنائه وهو يرتدي الجلباب، وغنائه بـ(فلاش ميموري)، وعدم وجود رقابة على كلمات أغانيه، كل تلك أسباب استدعت إحالته للتحقيق لعدم تنفيذه قرار النقابة بوجوب غناء المطرب ومعه 8 عازفين على الأقل”.

وكانت قد أصدرت نقابة المهن الموسيقية قرارًا، في سبتمبر الماضي، بمنع تشغيل أي فنان أو فنانة على فلاش ميموري، منعًا باتًا، وأن يكون مصاحبًا لفرقة موسيقية لا تقل عن 8 عازفين، ويسري القرار على جميع الصالات والنوادي الليلية والحفلات العامة.

وأردف: “تواصلنا مسبقًا أكثر من مرة مع مدير أعمال الفنان حسن أبو الروس حتى يُبلغه بالذهاب للنقابة للتحقيق معه؛ لكنه لم يخبره، وقال إنّه لم يعلم باستدعائه سوى اليوم بعد صدور قرار إيقافه”.

لا يخاطب واقع

وانتقد المطرب المصري، علي الحجار، المهرجانات الشعبية، مشددًا على أنّها لون مفروض على الشعب المصري، منتقدًا أولئك الذين يزعمون، على حد تعبيره، بأنّها تخاطب الواقع.

وتابع: “الفن لا يُخاطب الواقع، عندما نسير بالشوارع نسمع بعض الناس يقولون ألفاظ خارجة فهل يصح أن نقول هذه الألفاظ في الفن”.

ولفت الحجّار إلى أنَّه “يسمع عن المهرجانات من باب العلم بالشيء”، موضحًا أنّها ليست بالفن الذي تربّى هو عليه، ولا يجب إطلاق اسم الفن على هذا النوع من الغناء، فالفن موهبة ودراسة وله قواعد أساسية”.

وعن هجوم نقابة الموسيقيين الدائم لهم، أوضح أنّ دور النقابة هو انتقاء الموهوبين منهم، وإجراء اختبارات لهم، والجيّد منهم لا مانع من غنائه، منتقدًا “مرددي مقولة المنع على أساس أنّه مطرب مهرجانات”.

غرضه تأديبي

ومن جهته؛ اعتبر الشاعر الغنائي، أحمد المالكي، أنَّ الغرض من القرار “تأديبي”، على حد تعبيره، مشددًا على عدم وجود سلطة لأي شخصٍ بمنع آخر من تقديم أي فن طالما أن هذا اللون له جمهور ومطلوب.

ورأى “المالكي” أنَّ أسباب المنع هي “المُشاجرة التي حدثت مؤخرًا بالألفاظ الخارجة بين مطربي المهرجانات حسن شاكوش ورضا البحراوي” منتقدًا هذا التصرُّف منهما.

ويؤكد على أنه ليس مع فكرة منع مطربي المهرجانات من الغناء، كما أن لهم جمهور عريض، ولا يجب الحَجْر على ذوق أحد، إلا أنّه شدد على ضرورة تقويمهم أخلاقيًّا.

وختم بأنّه “ليس بالضرورة إطلاق مسمى الفن على كل ما يقدمونه، فكل أنحاء العالم بها أنواع وألوان شتى من الغناء”، وتابع: “أنا لا تستهويني أغاني المهرجانات ولكنني في بعض الأوقات أسمعها”.

المحصلة صفر

وعبّر الملحن المصري، عزيز الشافعي، عن رأيه قائلًا: “نقابة المهن الموسيقية هي المنوطة بتنظيم السوق الموسيقي”، مشددًا على عدم اعتراضه على أي نوع من أنواع الموسيقى، مؤكدًا أنّه “لا يوافق على نوع الكلمات المُقدمة ضمن أغاني المهرجانات”.

واعتبر “الشافعي” أنَّ قرار المنع في الوقت الحالي لن تنتج عنه أي نتائج، “فهو لا يُحب المنع ولا يراه حلاً مناسباً” على حد تعبيره، موضحًا أنّه “مع أي قرار يحسن صورة الفن المصري في الوطن العربي”.

وشدد على أنّه “سواء كانت قرار نقابة المهن الموسيقية المصرية صحيحة أم خاطئة، فلا يجب ترك الأمر للأهواء” آملًا في “أن يسفر القرار عن نتائج جيدة”.

دورات تدريبية

وبينما يذهب الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، إلى أنَّ قرار المنع دائمًا ما يفيد الفنان الممنوع، قائلًا: “نحن في عالم مُتغيّر، هو عالم الرقمنة الذي يسيطر على كل شيء”.

ووجّه “عبد الرحمن” عدد من التساؤلات لنقابة المهن الموسيقية قائلًا: “هل تجرأ منعهم من الغناء على (يوتيوب) أو (ساوند كلاود)؟.. بالتأكيد هذا شيء مستحيل، هل تستطيع منعهم من الغناء خارج مصر؟.. بكل تأكيد لا لأن النقابة عملها يقتصر فقط على مصر”.

وفي سياق متصل، يقول عبد الرحمن إن قرار النقابة الأخير يجعل الكثير من المتابعين يتعاطفون مع مطربي المهرجانات بشكل أكبر ويقوم بعمل انتشار أكبر حتى ولو تم منعهم من الغناء في الحفلات الداخلية في مصر.

وعبّر عن مخاوفه من أن تطال الحملة مطربي أيضًا، متسائلًا: “هل بهذا القرار ستمنع الجمهور من تشغيل أغاني الممنوعين من الغناء بالأفراح.

واستنكر قرار المنع قائلًا: “هناك العديد من الحلول المطروحة منذ 5 سنوات، التي كان من الممكن اتخاذها قبل هذا القرار، مثل حصولهم على دورات تدريبية في الغناء، أو على الأقل ضبط كلماتهم”.

ويشير إلي أن هناك بعض مطربي المهرجانات ظهروا واختفوا بعد انتشارهم بسبب أغنية، لذلك يجب ترك المجال للجمهور لأن يقول كلمته، مضيفًا: “بهذا يكون للنقابة دور في التطوير بدلًا من أن يقتصر دورها فقط على النشاط الخدمي والتنظيمي”.

وختم بـ”تدريب هؤلاء المطربين وإعطائهم الدورات التدريبية اللازمة لمجيئهم من المناطق الشعبية إلى الجمهور مباشرة، فيجب المحاولة معهم ومن يستجيب لهذا التطوير، يحصل على عضوية النقابة”.