الخطيب والأهلي.. تحديات تنتظر “بيبو” في الولاية الثانية

فصل جديد يبدأ في القصة، مع إعلان الخطيب رئيسا للنادي الأهلي للمرة الثانية على التوالي، ولمدة 4 سنوات مقبلة، بعدما حقق إنجازات مرضية لجماهير القلعة الحمراء خلال فترته الأولى، ومن قبلها خلال المناصب الإدارية المتنوعة داخل النادي منذ اعتزاله اللعبة عام 1988.

ليبقى السؤال الأهم، ما التحديات التي تنتظر “بيبو”، كما يلقبه جمهور النادي الأهلي، خلال الفترة المقبلة؟

هيمنة إفريقية

مع تحقيق “أبطال إفريقيا” مرتين على التوالي، فرض فريق الأهلي سيطرته على القارة السمراء مجددًا، والقاعدة دائمًا تقول: “الوصول للقمة صعب، لكن البقاء على القمة هو الأصعب”.. ببساطة الحفاظ على هذا الجيل من اللاعبين ودعمه لاستمرار تحقيق الإنجازات وتحطيم الأرقام القياسية يأتي بالمراتب الأولى بقائمة اهتمامات الخطيب خلال فترته الثانية لرئاسة النادي.

خاصةً أن حصد النجمتين جاء بعد خروج مهين أمام صن داونز بعد الخسارة بخماسية نظيفة، وهي الهزيمة الأكبر في تاريخ النادي الأهلي إفريقيًا.

رغم رحيل عدد من نجوم النادي الأهلي خلال الأعوام الأربعة الماضية مثل: رمضان صبحي وأحمد فتحي، إلا أن النادي الأحمر استطاع بناء جيل جديد بمعدل أعمار أقل، ونجح في حصد 10 ألقاب متنوعة، وما زال قادرا على جني مزيد من الألقاب، خاصةً مع تدعيم صفوف الفريق بنجوم مميزين وعلى رأسهم: الجنوب إفريقي بيرسي تاو الذي قدم أوراق اعتماده خلال ظهوره في الموسم الكروي الجاري بعد تسجيله خمسة أهداف بمسابقة الدوري المصري الممتاز.

حلم “استاد الأهلي”

في ظهوره الإعلامي الأخير، قبل بداية انتخابات النادي الأهلي، أكد الخطيب أن المرحلة الأولى لبناء استاد النادي الأهلي ستنطلق في الربع الأخير من عام 2022، على أن تكون سعته من 40 إلى 60 ألف متفرج، بالإضافة إلى وجود متحف يستعرض بطولات الأهلي وأبرز المحطات في تاريخه.

وأشار رئيس النادي الأهلي إلى أن “مشروع الاستاد” في مرحلة التخطيط الهندسي، “لا نريد استادًا يكلفنا أموالًا، بل نريد استادًا يجلب لنا الموارد”.

وتابع “بيبو”: “منذ عامين تحدثنا مع أكثر من جهة بخصوص استاد الأهلي وحصلنا على موافقة بالارتفاع المطلوب وهو 30 مترا في مدينة الشيخ زايد بدلًا من 6 أمتار”.

وكان الأهلي قد حصل، في نهاية 2019، على “ستاد السلام” كحق انتفاع لمدة 25 عامًا، إلا أن حلم “مدينة النادي الأهلي الرياضية” يراود عقول جمهور القلعة الحمراء منذ الإعلان عنه، إذ ستضم ملعبا للنادي الأحمر، وأكاديمية رياضية، ومتحف يستعرض تاريخ القلعة الحمراء، وجهات طبية مختصة بتأهيل اللاعبين، وغيرها من المشاريع التي من شأنها تطوير النادي الأهلي اقتصاديًا، وإنعاش خزينته على المدى الطويل.

شركة كرة القدم

على خطى الأندية العالمية، أعلن النادي الأهلي عن تأسيس شركة كرة القدم، ضمن دراسة مجلس الخطيب لـ”رؤية 2050″؛ ليكون أول ناد حكومي مصري يسعى لتلك الخطوة.

وقرر مجلس إدارة الأهلي إسناد رئاسة شركة كرة القدم لرجل الأعمال الشهير ياسين منصور، وتعيين مصطفى مراد فهمي سكرتير عام الاتحاد الإفريقي سابقًا، ورئيس لجنة مسابقات “فيفا” سابقًا نائبًا، بجانب الاستعانة بحسام غالي عضو مجلس النواب وقائد الفريق السابق في عضوية إدارة الشركة.

جدير بالذكر أن مشروع شركة كرة القدم بدأ أثناء رئاسة محمود طاهر للنادي الأهلي، إذ أعلن طاهر في أغسطس 2018 عن مشروع لائحة النادي من أجل مناقشته مع أعضاء الجمعية العمومية قبل التصويت على اعتماد لائحة جديدة تمهد لإنشاء “شركة كرة قدم”، وإلغاء العمل باللائحة الاسترشادية، إلا أن المشروع لم يكتمل آنذاك.

في تصريح سابق لموقع “سكاي نيوز عربية”، ولتبسيط فكرة “شركة كرة القدم” للجماهير، يقول الخبير الاقتصادي، أحمد معطي: “لا يكفي رأس مال الأندية المصرية لعمل مشروعات مختلفة، وأكبر دليل على ذلك أن فرق الدوري المصري الممتاز بالكامل محملة بالديون، لذا في حالة رغبة أحد الأندية لإنشاء مشروع –استاد مثلًا-، فسيقوم بأخذ قرض من أحد البنوك، ما يزيد الديون أكثر”.

ويضيف معطي: “لكن في حالة وجود شركة، ستكون هناك فرصة للمستثمرين لضخ الأموال في تلك المشروعات، وآنذاك لن تكون هناك ديون على الفريق، وفي نفس الوقت، سيسعى النادي والمستثمر معًا لتحقيق ربح من المشروع، وسيملك الطرفان فرصة لإنشاء مشروع جديد”.

بدء عمل شركة كرة القدم على أرض الواقع يدعم خطة النادي الأهلي لإنشاء عديد من المشاريع خلال فترة المقبلة، ويسهم بشكل نسبي في تحقيق أرباح من فريق كرة القدم، وهو ما لم يحدث بالنادي الأهلي منذ عام 2017، حينما أعلن محمود طاهر، رئيس القلعة الحمراء آنذاك، عن فائض أرباح يُقدر بـ31 مليون جنيهًا مصريًا من فريق كرة القدم فقط، للمرة الأولى في تاريخ القلعة الحمراء.

منظومة إعلامية

في عام 2017، عبر الخطيب، في تصريحات إعلامية، عن امتعاضه من أداء قناة النادي الأهلي خلال فترة الصراع الانتخابي بين “بيبو” ومحمود طاهر، مشيرًا إلى أنها خالفت تقاليد النادي، ولم تتعامل مع الأمور بحيادية.

قبل أن يتم تطوير قناة النادي الأحمر في يوليو من عام 2020، وتُفتتح مرة أخرى، في محاولة لإعادة القوة إلى منظومة الإعلام الحمراء، وألا تتسبب في إثارة الأزمات داخل جدران القلعة الحمراء، بل تقف في وجه من يرغب في ذلك.

ورغم تطوير قناة النادي الأهلي، إلا أن أداء مقدمي برامجها لم ينل حتى الآن رضا جماهير القلعة الحمراء، مشيرين إلى أهمية وجود كوادر إعلامية متمرسة قادرة على تمثيل النادي الأهلي، وليس مجرد كوادر رياضية لا تمتلك مهارات إعلامية تساعدها على الوقوف أمام الكاميرات.

اترك تعليقاً