رالف رانغنيك.. الشرارة الأولى في ثورة “اليونايتد” الجديدة

ولاقت أنباء التعاقد مع الألماني رانغنيك قبولا واسعا في الأوساط الرياضية، في إشارة إلى قدرة رانغنيك على قيادة ثورة التصحيح داخل جدران النادي الإنجليزي، بعد الأداء الباهت الذي ظهر به خلال ولاية المدرب النرويجي أولي غونار سولشاير، والتي انتهت دون تحقيق أي ألقاب.

ليبقى السؤال الأهم، ماذا قدم رانغنيك خلال مسيرته الفنية ليكون الرجل الأمثل لإعادة اليونايتد إلى الطريق الصحيح؟

عراب الكرة الألمانية

لم يمتلك رانغنيك مسيرة رائعة كلاعب، إلا أنه وجد نفسه تماما في كل ما يخص كرة القدم إلا ممارستها، وبدأت مسيرته التدريبية عام 1983 بنادي فكتوريا باكنانغ، كمطور لأداء اللاعبين، ثم انتقل لتدريب فريق الناشئين بنادي شوتغارت عام 1985.

تحركت مسيرة رانغنيك بعد ذلك، متوليا مناصب عدة في كثير من الأندية الألمانية، التي كان بمثابة علامة فارقة مع كل منها، نتحدث هنا عن المساهمة في صعود هوفنهايم من الدرجات الدنيا إلى البوندسليغا مجددا، والوصول بشالكه لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وتقديم عشرات المواهب الشابة الذين أصبحوا نجوم الصف الأول في الكرة العالمية بعد ذلك، مثل ساديو ماني لاعب ليفربول الحالي، الذي اكتشفه الألماني خلال تجربته مع سالزبورغ.

بشكل واضح، أعلن عدد من المدربين الألمان المميزين أنهم تلاميذ “مدرسة رانغنيك”، وعلى رأسهم يورغن كلوب مدرب ليفربول الحالي، واتباع أسلوبه الذي يعتمد على التحولات السريعة، ومحاولة استرجاع الكرة خلال أقل من 8 ثوان من فقدها، وتهديد مرمى الخصم بعد استرجاعها بأقل من 10 ثوان.

العلامة الأبرز في مسيرة رانغنيك خلال الأعوام الأخيرة كانت رفقة نادي لايبزغ الألماني، الذي كان أحد أهم رجال مشروعه الملهم، حيث عمل كمدير رياضي للمشروع الكبير، كما خدم كمدرب طوارئ عند الحاجة، نجاحاته تمثلت بالصعود السريع للفريق إلى الدوري الألماني، وصولا إلى نصف نهائي أبطال أوروبا عام 2020، أي بعد أقل من 11 عاما من تأسيسه.

مدرب ومدير رياضي ورئيس أكاديمية الناشئين.. كل هذه المناصب وأكثر شغلها رانغنيك خلال مسيرته في عالم الساحرة المستديرة، وأثبت خلالها قدرته على المساهمة في نجاح أي منظومة رياضية يكون أحد أفرادها.

والحقيقة أن التصريح التالي يكفي لتقديم شخصية الألماني المخضرم إلى جماهير اللعبة، إذ يقول لاعب لايبزيغ، كيفين كامبل: ” تنقّلت بين العديد من الأندية وقابلت الكثير من الناس خلال مسيرتي ولم أجد رجلا أكثر هوسا بهذه اللعبة من رالف رانغنيك”.

ويأمل جمهور مانشستر يونايتد أن يكون رانغنيك الرجل المناسب للمرحلة الصعبة التي يمر بها الشياطين الحمر، وسط غياب التخطيط الجاد، والاعتماد على الحظ والذي لن يقف في صفك بكل مرة، ولأن ليس من السهل أن يكون سولشاير زيدانا جديدا، يجلب الألقاب خلال تجربته التدريبية الأولى مع الفرق الكبرى.

اترك تعليقاً