ليفا يخسر الرهان أمام ميسي لكن يفوز بأفضل مهاجم

تألق ليفاندوفسكي خلال العامين الماضيين، وصل به لخوض حرب شرسة مع المعجزة الأرجنتينية، بجانب فوزه بأفضل هداف ليضرب صدى اسمه أروقة مسرح “شاتاليه” بالعاصمة الفرنسية باريس، معلنًا عن نفسه المهاجم الأبرز هذا العام.

توهج غير مسبوق

ليفاندوفسكي يواصل تألقه دون انقطاع بدايًة من الموسم الماضي، الذي شهد توهجًا غير مسبوق للاعب البولندي، وقاد فريقه للفوز ببطولات الدوري والسوبر المحلي ودوري أبطال أوروبا والسوبر القاري وكأس العالم للأندية.

بجانب ذلك؛ حصد لقب هداف البوندزليجا ودوريات أوروبا برصيد 41 هدفا مقتنصًا الحذاء الذهبي، بالإضافة لهداف “التشامبيونز” بـ12 هدفًا، ليتلقى صفعة قوية بإلغاء جائزة “الكرة الذهبية” بسبب تفشي فيروس كورونا.

ومن الواضح أن فوزه بجائزة “THE BEST” الموسم المنصرم من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، لم يشكل له التعويض الكامل، حيث استكمل ليفاندوفسكي مشوار التَلأْلُؤٌ وداوم على قيادة فريقه للانتصارات بكل شراسة.

ويحتل بايرن ميونخ صدارة الدوري الألماني الموسم الجاري مع تربع البولندي على عرش الهدافين بـ14 هدفا، كما أنه يمضي قدمًا نحو تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا بتحقيق العلامة الكاملة واعتلائه صدارة هدافي البطولة بـ 9 أهداف.

أرقامه تثبت أحقيته

“ليفا الأحق بجائزة أفضل مهاجم المستحدثة في البالون دور فهو أعلى لاعب تسجيلًا للأهداف في عام 2021 بـ 64هدفًا، بينما يأتي أقرب اللاعبين له إيرلينج هالاند بـ 44 هدفًا”، هكذا استهل الناقد الرياضي المهتم بالشأن العالمي حسام مصطفى حديثه عن فوز ليفاندوفسكي بالجائزة.

وأضاف في تصريحات لـ “سكاي نيوز عربية”: “بالرغم من أن ليفاندوفسكي لم يحقق أي بطولة مع منتخب بلاده الضعيف، لكن فى الغالب اللاعب يحصل على الألقاب الفردية مثل الحذاء الذهبي، كما أن أرقامه مازالت مستقرة مع بايرن ميونخ ويعد أحد الأعمدة الرئيسية في تشكيل يوليان ناجلسمان”.

وزاد على ما قيل، الناقد الرياضي نادر شبانة، مؤكدًا أن ليفاندوفسكي صنع موسمًا تاريخيًا مع بايرن ميونخ، ولولا تعرضه للإصابة في أهم محطات النسخة المنقضية من دوري أبطال أوروبا، لقاد فريقه للفوز بالتشامبيونز للمرة الثانية تواليًا.

وتابع في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”: “وجود ليفاندوفسكي أمر إيجابي جدًا للفريق، ويصنع الفارق دائمًا سواء مع المدير الفني السابق هانز فليك أو الحالي يوليان ناغلسمان، الجميع يبني خطته على المهاجم الخارق”.

وأردف شبانة متحدثًا عن أرقامه كمهاجم: “بجانب كسره رقم جيرد مولر وكونه أمسى الهداف التاريخي للبافاري، ليفاندوفسكي بدأ منافسات دوري الأبطال عام 2011 ومع ذلك هو قريب من أرقام كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، بما يشير إلى أنه إذا كان انطلق معهما لأصبح الأن منافسًا شرسًا لهما في أرقامهما العظيمة”.

وأتم: “وعلى مستوى المنتخبات، ليفاندوفسكي لا يملك منتخبًا قويًا كالبرتغال أو الأرجنتين أو بلجيكا أو إيطاليا أو ألمانيا، ومع ذلك يحافظ لمنتخب بلاده على رصيده ويحسب له المنافسون الحسابات لمجرد وجود ليفاندوفسكي، وبالرغم من تواجده في مجموعة صعبة ببطولة –اليورو- الماضية إلا أنه نجح في ترك بصمته وتسجيل 3 أهداف في ثلاث مباريات.

مشوار غير مألوف

هدافًا خارقًا بصورة روبرت ليفاندوفسكي من الطبيعي أن يكون مشواره غير اعتيادي، فبعد أن قرر ناديه الأسبق ليجيا وارسو البولندي الاستغناء عنه عام 2005 بداعي ضعف تكوينه الجسماني القصير جدًا والنحيف في عمر السابعة عشر، عاد بعد سنوات ليلقب بـ”الجسد” في ناديه بروسيا دورتموند الألماني.

ربما تكون تلك الواقعة سببًا في كونه أحد أشهر اللاعبين المهتمين بالتغذية الصحية واللياقة البدنية في العالم، إذ قال عنه مدربه السابق بيب جوارديولا: “إنه أكثر لاعب محترف قابلته على الإطلاق، يفكر في الطعام المناسب، والنوم والتدريب 24 ساعة في اليوم، لم يصب بأذى، لأنه يركز على هذه الأشياء”.

ومن بين محطاته غير المألوفة هو تغير بوصلته من الاحتراف في الدوري الإنجليزي إلى الألماني، بسبب سحابة من الرماد البركاني في بولندا، حيث كان ليفاندوفسكي على أعتاب الرحيل من ليخ يوزنان البولندي عام 2010، إلى بلاكبيرن روفرز الإنجليزي.

فبعد منافسة شرسة بين ناديي بلاكبيرن، وبوروسيا دوتموند الألماني على ضم ليفاندوفسكي اللافت للأنظار حينذاك، نجح سام ألاردايس مدرب الفريق الإنجليزي في اقناع اللاعب، وقبل رحلته لتوقيع العقود حالت الظاهرة الطبيعية دون ذلك، لينتهز مسؤولي الفريق الأصفر الفرصة ويحسم الصفقة لصالحه.

اترك تعليقاً