مصر تطلق مشروع “الوصف الصوتي”.. كيف سيفيد المكفوفين؟

وأعلن الفنان المصري يوسف الشريف خلال الاحتفالية، عن بدء مشروع الوصف الصوتي للأعمال الدرامية (الأوديو ديسكربشن) في الفترة المقبلة.

ويتضمن الوصف الصوتي إمكانية إيصال الصور المرئية لعروض المسرح والتلفزيون والأفلام والأشكال الفنية الأخرى للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر.

وتعمل هذه الميزة على وصف الصور والمقاطع التي لا يمكن للشخص المكفوف أو ضعيف البصر معرفتها إلا من خلال الوصف الصوتي.

ويعد الوصف الصوتي تعليقا وسردا يوجه المستمع خلال العرض التقديمي بأوصاف موجزة وموضوعية للمشاهد والإعدادات والأزياء ولغة الجسد.

وتعليقا على المشروع، قال الشريف إنه حين قرر تجسيد دور فاقد لحاسة البصر في مسلسل “الصياد”، التقى أشخاصا كثيرين منهم لمعرفة الصعوبات التي يواجهونها وكيفية تجسيد هذا الدور.

وتدور أحداث مسلسل “الصياد” حول شاب يعمل في إحدى الأجهزة الأمنية، وبعد أن يقع له حادث يتسبب في فقدان بصره يُستبعد عن العمل في الجهاز، لكن في وقت لاحق يقع الجهاز الأمني في حيرة أمام إحدى قضايا القتل، ولا يبقى أمامه سوى الاستعانة مجددا بنفس الشاب الذي استغنى عنه في السابق ليساعدهم في كشف غموض القضية.

وأضاف الشريف: “تساءلت، هل يستطيع هؤلاء الأشخاص فاقدي حاسة البصر من متابعة المسلسل؟ وكم شخص لم يستطع الوصول إلى العمل الفني أو حتى الرسالة منه؟”.

وأعرب عن “سعادته بمشروع الوصف الصوتي للأعمال الدرامية، وهو ما سيجعل مشاهدة فاقدي البصر يستمعون إليه وكأنهم يشاهدون المشهد”.

وعرضت الاحتفالية لقطة تجريبية للوصف الصوتي للحلقة 28 من مسلسل “الاختيار” التي تحكي ملحمة البرث، باعتبارها أحد أهم القصص الملهمة التي يجب وصولها إلى كل مصري.

جودة العمل الفني

وشبّه الناقد الفني محمد عبد الخالق الأمر بما كان يحدث في الإذاعة قديما من خلال عرض وصف تفصيلي للمشهد يمكّن المستمع من تخيله.

وأضاف في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “الخطوة على الرغم من أهميتها إلا أن هناك تأخر شديد في تنفيذها”، مدللا على ذلك بـ”أن الأعمال الإذاعية الدرامية القديمة كانت تعي بأهمية هذا الأمر”.

وشدد على ضرورة تنفيذها باحترافية شديدة، و”لا بد من الوضع في الاعتبار ضرورة توصيل المعلومة والفكرة لضعيف البصر، بالإضافة إلى عدم التقليل من جودة العمل الفني أو تأثيرها على المشاهد العادي”.

وأوضح عبد الخالق أن الفكرة غير منتشرة، مستطردا: “هل سيتم عرض نسخة واحدة من العمل الفني، أم نسختين واحدة للمشاهد العادي، والأخرى لضعيف البصر، أم إضافة خاصية اختيار اللغة الصوتية من خلال الريموت الكنترول؟”.

من جهة أخرى، وصف الناقد السينمائي محمد عاطف الخطوة بـ”المتأخرة لكنها مهمة جدا”، مشددا على انتظارها منذ وقت طويل.

وأعرب في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” عن سعادته بوجود الوصف الصوتي للأعمال الدرامية، متمنيا المزيد من هذه المبادرات لذوي الهمم.

وأوضح قائلا: “أعتقد التحديات التي تواجه تنفيذ هذه الخطوة هي التكلفة الخاصة بها، وهو ما يسلط الضوء على ضرورة تخصيص مبالغ ضخمة لتغطية كل ما يتعلق بذوي الهمم”.

وعن آلية تنفيذ الخطوة، تصور عاطف أن تكون هناك حفلات خاصة فيما يتعلق بالأفلام السينمائية، أما بالنسبة للبرامج والمسلسلات فربما توجد قناة بها نسخ أخرى من الأعمال الدرامية، مشددا على ضرورة ألا تكون الآلية تركز على قصور لدى المشاهد ضعيف البصر أو المكفوف.