مصر.. ملحن بارز يثير جدلا بتصريحات صادمة حول “أزمة الموسيقى”

في البداية، نشر الملحن والمغني المصري عمرو مصطفى، تدوينة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قال فيها: “نحن أمام واقع أليم في انحدار الذوق العام، وده (هذا) ليس بسبب صانعي المهرجات، ولكن بسبب أن القائمين على صناعه الموسيقى الراقية لم يقدموا ما ينافس هؤلا”.

وأضاف: “فشلوا فشلا ذريعا.. لم يحللوا أسباب النجاح.. والآن بعد ثلاث سنوات من فشلهم حان الوقت لأخذ خطوات جدية؛ للمنافسة دون منع؛ لأنه بمجرد نزول الشكل الجديد للموسيقى الحقيقية، وهذا الشكل يكون قريب من فكر هذا الجيل ويمتعه بشكل يستوعب فكره، ستنتهي هذه الظاهرة تلقائيا”.

ردود أفعال

تصريحات مصطفى -الذي ذكر خلال تدوينته أنه توقف تماما عن الإنتاج الموسيقي في الفترة الماضية لاستيعاب ما يريد هذا الجيل سماعه- تبعتها ردود أفعال مختلفة، أبرزها من صناع الموسيقى من زملائه.

من بين الذين ردوا على اتهامات مصطفى لصناع الموسيقى بـ”الفشل”، كان الشاعر الغنائي البارز تامر حسين، الذي شارك منشورا عبر صفحته على “فيسبوك” تحدث فيه عن “عبقرية” مصطفى كملحن، فيما انتقد موقفه الأخير.

وأوضح أن “الأغنية الحلوة نجاحها يظهر كالشمس.. والجمهور هو الحكم، طالما هناك منافسة شريفة تليق بصناع الموسيقى”. كما انتقد الحديث بشكل “غير لائق” عن أعمال الزملاء، على اعتبار أن المسألة مرتبطة بأذواق المتلقين.

واعتبر حسين أن الوقت الحالي هو “وقت اتحاد بين صناع الموسيقى“.

كما رد الملحن محمد يحيى، موضحا أن تصريحات زميله “غير لائقة ولا تمت للحقيقة بصلة”، متهما مصطفى بأنه يحاول أن “يصدّر للجمهور أنه الوحيد المدافع عن الفن”.

وفي تدوينته، كشف مصطفى عن أنه “خلال الأسابيع المقبلة سيكون هناك البديل بالسوق”، منوها إلى أنه أراد بتدوينته “إثبات حالة”، وأن له الشرف في أن يكون “أول شخص يفكر في إنقاذ الصورة العبثية في الوسط الغنائي دون هجوم وانتقاد، لكن بعمل وتعب وتفكير للخروج من الأزمة“.

“لا توجد أزمة”

من جانبه، قال الناقد الموسيقي محمد شميس، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه “بشكل عام لا يوجد لون فني بمقدوره إلغاء لون فني آخر، ولا يوجد ما يُسمى بالفن البديل”.

واستطرد: “الفن الشعبي طيلة الوقت كان موجودا وناجحا، بل إنه كان يحقق مبيعات ونجاحات أكبر من مطربين كبار”، مستدلا بما حققه أحمد عدوية وطارق الشيخ، على سبيل المثال، في فترات سابقة.

وتابع: “لكن الإعلام لم يكن يسلط الضوء على تلك النجاحات كما هو الحال اليوم. الآن قوة السوشيال ميديا تكمن في أنها تُظهر أرقام وإحصاءات المشاهدة والاتجاهات“.

ورأى شميس أن “الموسيقى ليست في أزمة على الإطلاق، حتى نقول إن ثمة جهودا لإنقاذها”، مستدلا بمهرجان الموسيقى العربية الذي أقيم قبل أسابيع، وهو مهرجان طربي له جمهوره وكان عليه إقبال، مشددا على أن المسألة “مرتبطة باختلاف الأذواق”.

واعتقد الناقد الموسيقي أن الفترة الراهنة هي “فترة جيدة تتمتع بتنوع موسيقى واسع”. وقال: “صار هناك جمهور شبه متخصص، لجهة أن هناك من يحب نوعية أغاني الراب على سبيل المثال فقط، وهناك من يتخصص في أغاني الروك، وآخرون في البوب، إضافة إلى اللون الشعبي الذي عادة ما يحظى بجمهور واسع”.

وأوضح في الوقت نفسه، أن “نجاح لون بعينه أكثر من آخر، هو أمر له علاقة بأسباب مختلفة، لكن ليس معنى ذلك أن هناك أزمة في صناعة الموسيقى في مصر“، منتقدا أن يقوم فنان بـ”تقييم زميله، ذلك أن الأمر متروك للجمهور والنقاد والصحفيين، دون مصادرة على آراء الآخرين، بالنظر إلى الأذواق المختلفة”.