30 ألف طلب.. واشنطن تخيب آمال مهاجري أفغانستان

فيما لا تزال طلبات الهجرة تتدفق إلى الإدارات الأميركية المعنية، من أفغانستان، منذ سيطرة حركة طالبان على البلاد، في أغسطس الماضي، يبدو أن واشنطن بدأت تعدل من سياسة فتح الأبواب التي انتهجتها سابقا، تجاه المواطنين الأفغان الساعين للخروج من البلاد.

فقد عمدت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مؤخرا إلى رد طلبات آلاف الأفغان الساعين للهجرة إلى الولايات المتحدة لأسباب إنسانية، بعد أن تدفق أكثر من 30 ألف طلب خلال أشهر فقط، فيما كان العدد يقتصر في السابق على2000 كحد أقصى سنويا، بحسب ما أفاد موقع “أكسيوس” اليوم الخميس.

شروط مشددة

كما أكد محامون يعملون في نطاق الهجرة أن واشنطن وضعت حواجز لا تطاق أمام الباحثين عن ملاذ آمن على أراضيها، بعدما وعدت بحماية حلفائها من الأفغان الذين عملوا مع قواتها أو ضمن مؤسسات تابعة لها أو ممولة منها في البلاد، على مدى السنوات الماضية.

من جهته، كشف مسؤول في الأمن الداخلي أنه تمت الموافقة على طلبات أكثر من 100 أفغاني منذ الصيف (أغسطس 2021)، لكنه أوضح أن هناك عشرات الطلبات التي رفضت أيضًا.

من مطار كابل يوم 23 أغسطس 2021 (فرانس برس)

من مطار كابل يوم 23 أغسطس 2021 (فرانس برس)

فيما أظهرت بعض رسائل الرفض، بحسب أكسيوس، وجوب “توثيق الطلب ومبرراته الإنسانية، من قبل مصدر ثالث، يحدد اسم المستفيد من منح اللجوء أو الهجرة، والضرر الجسيم الذي يواجهه أو المخاطر التي تحدق به”.

إلا أن محامي الهجرة اعتبروا أن معيار إثبات التهديد أو الضرر الجسيم هذا، غير منطقي نظرا للظروف الحالية التي تعيشها أفغانستان

كما أوضحوا أنهم كانوا يأملون أن تتم عمليات الموافقة على الهجرة، بشكل أسرع وأسلس، لإتاحة المجال لعدد أكبر من الأفغان بالدخول إلى الولايات المتحدة، هربا من طالبان.

في حين، أكدت مديرة السياسة العامة في دائرة الهجرة واللاجئين، بأن الدليل والإرشادات الصادر عن مكتب خدمات الهجرة الأميركية لعام 2017 “يوفر كافة التعليمات الواضحة والصريحة التي تؤكد أن الموافقة على طلب الهجرة مشروط ومحدد بالأشخاص الينن يواجهون خوفًا من الأذى بسبب العنف المنتشر في بلدانهم”.

تدفق الآلاف

يذكر أنه منذ سيطرة طالبان على البلاد، تدفق الآلاف إلى المطار خلال عمليات الإجلاء الفوضوية التي حصلت في أغسطس وسبتمبر الماضيين، كما توجه الآلاف أيضا إلى مكاتب جوازات السفر، لاسيما في كابل، من أجل الحصول على أوراقهم للمغادرة، خوفا من انتهاكات الحركة التي حكمت بقبضة حديدية خلال التسعينيات، منفذة أحكاما مشددة ومتطرفة بحق معارضيها أو المخالفين لقوانينها.

إلا أن مسؤولي الحركة، عادوا وناشدوا خلال الأشهر الماضية مواطنيهم البقاء في البلاد، لاسيما أصحاب الكفاءات من أطباء ومهندسين وطيارين، محاولين طمأنة المرتابين، دون جدوى على ما يبدو!