“العربات الحمراء”.. عامل جذب للسياح وزينة ميادين إسطنبول

يمثّل الباعة المتجولون في الشوارع إسطنبول، عاملا مساعدا في تحريك عجلة اقتصاد تركيا، لا سيما أن عملهم يعتمد على السياح، ويتخوف هؤلاء الباعة من أن تعصف تطورات المتحور الجديد لفيروس كورونا مجددا بأعمالهم.

مصطفى أكداج شاب تركي يمتهن بيع الكستناء، منذ أزيد على ثماني سنوات، مهنة ورثها عن أبيه الذي عايش العمل نفسه قرابة ثلاثين عاماً. يقول مصطفي وهو يقلب حبات الكستناء على الموقد في انتظار من يشتري منه.

وعلى وقع القلق من متحور كورونا الجديد، الذي تأثر منه قطاع السياحة في تركيا يخشى مصطفى من إجراءات قد تضر بعمله.

يضيف مصطفى لسكاي نيوز عربية “نحن نعتمد على السياح، فالأتراك لا يشترون الكستناء دائماً لأنها غالية الثمن.. وكورونا أضرت كثيراً بعملنا، لذا آمل من الحكومة أن تستمر بالتلقيح وفرض الإجراءات الرادعة لتجنب فرض حظر التجوال”.

(حبات الكستناء على الموقد) تنضج مزيدا من الأفكار في التعاطي مع هؤلاء الباعة، الذين يبلغ عددهم اليوم نحو ستة ملايين شخص.

تقول مارفي شيلي صحفية متخصصة في الشؤون الاقتصادية :”عندما تم غلق المطاعم والمقاهي، فضل الناس العمل كبائعين متجولين تترواح أرباحهم اليومية بين 80 إلى 100 ليرة، ويعتبر هذا من العوامل التي ساعدت في استمرار تحريك عجلة الاقتصاد، وفي مدينة ازمير تم إنشاء مديرية اقتصاد الشارع لتنظيم عملهم والاستفادة من المعونات الحكومية بعد دفعهم ضرائب رمزية”.

ليس باعة العربات الحمراء وحدهم عامل الجذب بالنسبة لزوار إسطنبول، فلعازفي الموسيقى المنتشرين في الميادين شكلا آخر لجذب السياح، واستخراج بعض ما في جيوبهم.

ديفران راني عازف موسيقى متجول، اعتاد زوار ميادين إسطنبول الاستمتاع بمعزوفاته منذ سبع سنوات. 

يروي العازف لسكاي نيوز عربية : “كورونا أثرت علينا كثيراً وتوفي عدد من زملائنا العازفين، لكن خلال الأزمة دعمت الحكومة العازفين المسجلين لدى النقابة ب 1000 ليرة شهرياً، مبلغ بسيط، لكن الأهم أن أزمة الحظر انتهت وقتها، ونأمل ألا تعود”.

ومع استمرار تدفق السياح منذ أن رفعت السلطات الإجراءات على السفر والتي صاحب موجات الجائحة، بدء أصحاب الحرف الصغيرة بالاتعاش بعد أشهر من التوقف.

قبل نحو مائة عام، عرفت اسطنبول أول بائع في شارع الاستقلال هنا، ومن يومها صار وجودهم جزءاً من ملامح المنطقة بل وميادين البلادعموماً، يؤثرون في اقتصادها ويتأثرون بعوارض تصادفه، لكنهم مع ذلك مازلوا على سكة التوسع والانتشار.