في تونس “المصرية”.. مدرسة لتعليم الطهي بخبرة غربية

وأطلق عليها الطاهي السويسري اسم “أيبيس” بهدف تعليم أصول الطهي بشكل احترافي وأساليب حديثة، ليجذب المتدربين للتعلم في مؤسسته، فضلا عن تأسيس مطعم يحظى بإقبال السائحين والمصريين على حد سواء.

ويقل ماركوس لموقع “سكاي نيوز عربية” إنه جاء إلى مصر عام 1992 بصفته الشيف التنفيذي لفندق موفنبيك هليوبوليس، وكان دائما عضوا نشطا في الرابطة العالمية لجمعيات الطهاة، وهي منظمة دولية للطهاة كانت موجودة منذ عام 1929، تهدف إلى تبادل المعرفة والخبرة بين الطهاة في جميع أنحاء العالم من خلال مسابقات الطهي والتدريب.

وأسس جمعية الطهاة المصريين في عام 1997 في مصر بدعم من وزارة السياحة المصرية، حيث أصبحت الجمعية عضوا في المنظمة الدولية.

وأضاف أنه كرس حياته المهنية بالكامل لتدريب الطهاة في جنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية ومصر، التي يعيش فيها منذ أكثر من 25 عاما.

الطعام جزء من صناعة السياحة

ويشير ماركوس إلى أن “تقديم طعام لذيذ وجيد وآمن جزء لا يتجزأ من صناعة السياحة، لذا فإن التدريب على إعداد طعام شهي وآمن ولذيذ أمر ضروري لصناعة السياحة الصحية”.

ويشير ماركوس إلى أنه أنشأ مع زوجته ميريام مطعما ومدرسة للطبخ أطلق عليها “أيبيس”في قرية تونس بمحافظة الفيوم بسبب شغفهم بمحافظة الفيوم “السياحية”.

 حاجز اللغة

ويبين ماركوس أنه: “لا توجد مشكلة في اللغة في المطبخ، حيث يتعلم الطلاب أثناء التدريب كلمات تعبر عن أدوات المطبخ الأساسية ومصطلحات الطبخ، ومن المهم للطلاب تعلم اللغة الإنجليزية الأساسية للتوسع والتطور بشكل أكبر، فيما يتم توفير مترجم للفصول النظرية”.

ويشدد على أن “المبادئ الأساسية للطبخ وعلم الطهي هي نفسها في جميع المطابخ، لكن بالنسبة للطعام نفسه، لا يمكن تقييم المأكولات الوطنية مقابل بعضها فلكل مطبخ وطني مذاقه ونكهات خاصة به”.

من جانبه، قال محمود مرسي (33 عاما)، وهو أحد المتدربين في مدرسة “أيبيس”، إنه برغم من عمله كمدير لحسابات العملاء والبنوك بإحدى الشركات إلا أنه قرر التدرب على الطهي في المطعم الذي أسسه الشيف ماركوس، بعد أن وجد في هذا المكان الاحترافية والخبرة الكافية.

وتابع مرسي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن المطعم لا يقبل أي شخص للتعلم فيه بسهولة، وإنما يقوم بإجراء مقابلات شخصية للكشف عن مدى استعداد الطالب للتعلم، كما لا يركز على مطبخ لدولة معينة أو طعام معين، وإنما التركيز يكون على أساسيات الطبخ، إضافة إلى عوامل مثل تفاعل درجات الحرارة مع الطعام، أو مكوناته مثل البروتين أو النشا أو السكر غيره، وفي النهاية يصبح خريجو هذه المدرسة قادرين على القيام بأي طريقة طهي طالما توفرت مكوناته”.

ويضيف: “الفارق بين ما نتعلمه مع هذا الشيف هو أنه يعلمنا أساسيات طرق الطبخ بشكل عام، وهو ما يجذب السياح لتناول الطعام في “آيبس” لأنه يعد بشكل يناسب ذوقهم حتى لو كان أكلا مصريا، فمثلا الشيف ماركوس يفضل أن نشعر بطعم الشيء، فهو يرفض طهي الطعام بشكل زائد، أوزيادة التوابل عن الحد اللازم حتى لا يغطي طعمها على طعم الأكل الأصلي ، كما أن الطهي يوازن بين نضج الطعام وجعله سهل المضغ بحيث لا يزيد طهيه عن اللازم ولا يكون الأكل نيئا.

عناية خاصة بالنظافة

ويبين محمود: “هناك اهتمام كبير بمستوى النظافة، فالمطعم يعلمنا كيفية منع البكتريا من الوصول لأنواع معينة من الطعام، كذلك يركز على أن تكون مكونات الطعام طازجة، فمثلا نعتمد على أي أسماك مستوردة وإنما نعتمد على السمك المصري العادي “البلطي” حتى يكون طازجا ويقدم بشكل شهي وغير معتاد”.

ويلفت إلى أن ماركوس يُعَلِّم الاهتمام بالزبائن أولا، وسرعة تقديم الوجبات لهم، وكذلك يركز على نوع الطعام وليس شكله، فالأهم هو حصول الزبائن على وجبة مشبعة تستحق المقابل المالي الذي يدفعه الزبون وذلك حتى نحظى باحترامه.

ويؤكد أن تكلفة تعلم الطهي لا تعد كبيرة مقارنة بالخبرة التي يتم الحصول عليها، فإضافة للتدريب العملي حيث يتم تسليم المتدربين كتبا للدراسة والاطلاع، بها كل أساسيات الطبخ المعروفة في العالم، وتحتوي على كل شيء، مثل صناعة المعكرونة من الدقيق أو صناعة الدجاج المخلي، وغيرها من أسس الطبخ.