بعد كشف قائمة “الكان”.. وابل انتقادات لمدرب نسور قرطاج

وبمجرد إعلان مدرب المنتخب التونسي، المنذر الكبير، مساء الجمعة، لقائمة أولى من 18 لاعبا سينطلقون في الإعداد لخوض النهائيات، في انتظار  الإعلان عن عشرة لاعبين آخرين، شهدت الساحة الكروية جدلا واسعا وردود أفعال عنيفة، وذلك على خلفية استبعاد عدد من العناصر التي كانت في الصفوف الأولى منذ أسبوع وقادت منتخب نسور قرطاج لبلوغ الدور النهائي لكأس العرب للمنتخبات (قطر ـ فيفا 2021).

ووجه المنذر الكبير قائمة أولى من 18 لاعبا؛ ضمنهم أربعة حراس مرمى هم فاروق بن مصطفي وأيمن دحمان وبشير بن سعيد وعلي الجمل، وثمانية مدافعين هم علي معلول وعلي العابدي ومحمد أمين بن حميدة وحمزة المثلوثي ووجدي كشريدة ومحمد دراغر وبلال عيفة ومنتصر طالبي.

وشملت القائمة ستة من لاعبي الوسط والهجوم وهم عيسى العيدوني ومحمد علي بن رمضان وعصام الجبالي وحمزة رفيعة وسيف الدين الجزيري وغيلان الشعلالي.

وسيدخل هؤلاء اللاعبون في معسكر داخلي يمتد من الأحد 26 ديسمبر الجاري وينتهي يوم الثلاثين من الشهر نفسه، وهو اليوم الذي سيتم فيه الكشف عن أسماء 10 لاعبين آخرين لاكتمال القائمة النهائية التي ستضم 28 لاعبا.

في مهب العاصفة

وقبل الإعلان عن القائمة النهائية، تعرض مدرب منتخب نسور قرطاج، المنذر الكبير، لهجمة عنيفة وغير مسبوقة على مواقع التواصل الإجتماعي وفي ومعظم وسائل الإعلام، بسبب استبعاد لاعبين يرى الكثيرون أنهم جديرون بأن يمثلون تونس في “الكان 2022”.

وتم استبعاد فرجاني ساسي، لاعب وسط نادي الدحيل القطري، ويوسف المساكني قائد المنتخب ولاعب النادي العربي القطري، فضلا عن الحارس معز حسن، وجميع هؤلاء كانوا أساسيين في نهائيات كأس العرب الأخيرة، الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة في الساحة الكروية، فيما يقول المنتقدون إن أسباب الاستبعاد غامضة.

ووجهت الجماهير انتقادات لاذعة للجهاز الفني لنسور قرطاج معتبرة أن اختياراته في القائمة الأولية كانت خاطئة تماما، بدليل غياب أبرز الركائز التي ساهمت في تألق المنتخب وتحقيقه نتائج لافتة في كأس العرب الأخيرة.

كما اعتبرت وسائل الإعلام أن عدم الإعلان عن القائمة الكاملة للاعبين الذين سيخوضون “الكان” يخفي الكثير من الريبة والغموض ويكشف عن حالة من التخبط داخل الجهاز الفني.

وفيما أعلنت أغلب المنتخبات المشاركة في “كان الكاميرون 2022” عن قائمات نهائية من 28 لاعبا، شكل المنتخب التونسي الاستثناء بالإعلان فقط عن أسماء 18 لاعبا وهو عامل زاد من الغضب في الساحة الكروية.

وهاجم الآلاف من مشجعي النادي الإفريقي، الفريق الذي ينتمي إليه الحارس معز حسن، مدرب المنتخب، المنذر الكبير، ورئيس اتحاد الكرة، وديع الجريء، موجهين اتهاماتهم لهما بالتواطؤ لإقصاء الحارس الذي كان،  على حد تعبيرهم، سببا في وصول منتخب نسور قرطاج للنهائي العربي.

وكان معز حسن، قد تلقى هدفين في الدور النهائي لكأس العرب أمام منتخب الجزائر، واعتبر عدد من المحللين أنه يتحمل المسؤولية في كليهما، خصوصا في الهدف الثاني عندما ترك المرمى شاغرا بينما نزل لدعم الهجوم.

وحين غاب الحارس، نجح المهاجم الجزائري، ياسين ابراهيمي، في استغلال خلو المرمى، إثر هجمة مرتدة وسجل هدفا ثانيا حسم به فوز منتخب بلاده، وفي المقابل رأى عدد آخر من المحللين أن ذلك الخطأ لا يبرر بالمرة قرار إقصاء الحارس من المشاركة في النهائيات القارية.

معالم غير واضحة

من جهته، قال عادل السليمي، المدرب المساعد لمنتخب تونس، في تصريحات إعلامية، إن القائمة النهائية للمنتخب لم تتضح معالمها، قائلا إن هناك وقتا كافيا لتحديد الاختيارات النهائية والإعلان عمن يستحقون أن يتواجدوا في نهائيات “الكاميرون 2022” في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وقال السليمي في تصريحات نقلتها صحيفة “الأخبار” الأسبوعية”، “الدعوة ستوجه لمن هم أجدر بالمشاركة، الاختيارات ستأخذ بعين الاعتبار جاهزية اللاعبين بدنيا وفنيا ومدى تأقلمهم داخل المجموعة.”

في المقابل، انتقد اللاعب السابق لمنتخب تونس، فريد شوشان، قائمة اللاعبين الأولية مؤكدا أن “لمدرب المنذر الكبير ليس سوى شخص ينفذ أوامر رئيس اتحاد الكرة وديع الجريء، مضيفا أنه من “الواضح أن التشكيلة شهدت ظلم الكثير من اللاعبين ومجاملة آخرين.”

وقال شوشان الذي بلغ مع تونس نهائي كأس أمم إفريقيا 1996، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، “أعتقد أن مدرب المنتخب المنذر الكبير فقد زمام السيطرة على المجموعة لفائدة أطراف أخرى معروفة، من الواضح أن غياب عدة أسماء يطرح أسئلة عدة، لكن المؤكد هو أن هذه القائمة ليست اختياراته (المدرب)”.

“خطوة إيجابية”

وتابع شوشان في حديثه للموقع “رغم ذلك، أعتقد أن غياب يوسف المساكني وفرجاني ساسي كان بمثابة الخطوة الإيجابية حسب رأيي، لأنه ثبت أنهما لم يقدما الكثير للمنتخب، لابد من منح الفرصة للشبان داخل منتخب نسور قرطاج مع مدرب جديد قادر على فرض شخصيته وسط المجموعة.” 

ويخوض منتخب تونس الدور الأول من كأس أمم إفريقيا في المجموعة السادسة إلى جانب منتخبات مالي وغامبيا وموريتانيا، ويستهل مبارياته بمواجهة مالي يوم 12 يناير 2022 قبل أن يلاقي نظيره الموريتاني في السادس عشر من يناير على أن يكون منتخب غامبيا خاتمة مباريات الدور الأول يوم 20 من الشهر ذاته.

وقبل مشاركته في النسخة المقبلة من “الكان”، يحمل المنتخب التونسي رقما قياسيا، بحضوره في 15 نهائيات متتالية وذلك منذ 1994 وحتى 2022 دون انقطاع وهو ما لم يحققه أي منتخب إفريقي آخر.

وسبق لتونس أن توجت بلقب أمم إفريقيا مرة واحدة عندما استضافت الدورة في 2004 وفازت على المغرب (2 ـ 1) كما بلغت النهائي في مناسبتين وذلك في 1965 و1996.

اترك تعليقاً