أفكارك مسؤولة عن طريقة حياتك.. هل نتعلم من الماضي؟

ومع ذلك، لا يتعلق الأمر حقا بعالمك الخارجي بقدر ما يتعلق بما يحدث في عالمك الداخلي.

الذي يجعلك تتمتع بتجربة إيجابية أو سلبية، هي أفكارك حول العالم الذي تعيش فيه، وما يحدث من حولك، خاصة وأننا نستقبل ما يصل إلى 70 ألف فكرة يوميا.

لكن لماذا ينزلق العقل إلى عالم الأفكار السلبية؟ ويعمل على تقوية الذكريات السلبية؟

يتذكر الناس الأحداث العاطفية للغاية أفضل من الأحداث المحايدة. مثال بسيط على ذلك، أنت تتذكر امتحان رخصة القيادة، لأنك كنت متحمسا أو متوترا للغاية، ولكنك لا تتذكر الأمور العادية التي حدثت لك في ذلك اليوم.

لطالما حرص الباحثون على فهم الأساس العلمي وراء أفكارنا السلبية؛ في عام 2006، نشر الباحثان إليزابيث كينسينجر من جامعة بوسطن ودانييل شاكتر من جامعة هارفارد ورقتهما البحثية الشهيرة حول “تذكر الذاكرة العاطفية”.

وأثبت الباحثان أن المشاعر الجياشة مسؤولة عن تنشيط اللوزة الدماغية، وقشرة الفص الجبهي وعن قيام الخلايا العصبية المنشطة بإرسال عدد كبير من النبضات إلى الحُصين لكي تقوي الذاكرة للاحتفاظ ب “الحدث” دون تشويه.

التعلم من الماضي

يعتقد العلماء أن الغرض الوحيد من تذكر الأحداث السلبية هو أن نتعرف على التهديدات ونحذر منها في المستقبل. هذا أمر منطقي، بالنظر إلى أن البشر في عصور ما قبل التاريخ، كانوا أكثر عرضة لمواجهة خطر يهدد حياتهم بشكل منتظم.

ولقد ساعد التذكر السلبي على البقاء على قيد الحياة، حيث كان يجب على الإنسان، تذكُّر المكان الذي هاجمه فيه النمر من خلف الأشجار، لمنع حدوث خطأ مشابه في المرة القادمة.

لكن اليوم، لا نمور تنتظرنا خلف الأشجار، لقد تغير تعريفنا للأحداث السلبية وفقا لأسلوب حياتنا، إذ تعتبر الدرجة السلبية في اختبار، أو خسارة وظيفة، وبعض الحالات السلبية التي نواجهها، تشكل خطرا وهميا يهددنا، يترسخ في عقلنا الباطن يوما بعد يوم.

النصائح الذهبية

كلما زاد وعيك بأفكارك واختيارك لأفكار أكثر إيجابية، ستعيش حياة أفضل.

يصطدم الباحثون عن السعادة بمعتقداتهم السلبية التي تمنعهم من عيش حياة سعيدة، مع صعوبة مكافحة عدد كبير من الأفكار السلبية بشكل يومي، لهذا ينصح خبراء علم النفس بالعديد من الخطوات العملية التي تساعد على خفض انتاج الأفكار السلبية داخل عقل الإنسان، و منها:

– اكتب افكارك السلبية ودوِّن كل ما تريد تحريره، على قطع من الورق، ثم قم بحرقها أو تمزيقها، كإشارة واضحة لعقلك الباطن بأنك لا تريد الاحتفاظ بها.

– استخدم التأكيدات الإيجابية يوميا مثل: “أنا أشعر بالأمان” لأنها تساعد على التركيز على ما تريد، بدلا من التركيز على ما لا تريده، مع البقاء متحفزًا ومرتبطا برغباتك.

– حرّك جسمك أو مارس رياضتك المفضلة وتخيل أن الطاقة السلبية تترك جسدك أثناء التحرك والتعرق.

– التركيز على الامتنان بملاحظة النِعم من حولك، كنْ شاكرا لما لديك، بدلا من التركيز على ما تفتقر إليه.

قد تختلف نتائج تطبيق هذه الخطوات من شخص لآخر، فيما يحتاج البعض إلى الدعم من معالج أو مدرب، للمساعدة والمضي قدما بوضوح وثقة.