بمناسبة 2022.. مسابقة لحفظ هوية مصر في الطعام

وقالت وزيرة التجارة والصناعة المصرية، نيفين جامع، إن الوزارة تنظم المسابقة التي تحمل اسم “المسابقة الوطنية للمنتجات الغذائية المحلية والتراثية” بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وذلك خلال الفترة من 6 إلى 14 فبراير 2022.

وأشارت الوزيرة إلى: “أنه تم فتح باب التسجيل بالمسابقة لمنتجي ومصنعي المنتجات الغذائية المصريين، وللراغبين في المشاركة عليهم التسجيل عن طريق فروع مركز تحديث الصناعة أو من خلال الموقع الإلكترونى المخصص للمسابقة”.

وأوضحت جامع أن المسابقة تسعى لتحقيق عدة الأهداف منها الترويج والتسويق للمنتجات الغذائية التراثية المصرية، بما يساهم في زيادة المبيعات وخلق فرص عمل للمنتجين والموزعين لتلك المنتجات والمساهمة في تطوير الريف المصري ودعم مبادرات الدولة المصرية لتوفير حياة كريمة للمواطنين.

وتابعت: “إن من أهداف المسابقة كذلك إتاحة فرص لربط قطاع السياحة بقطاع المنتجات الغذائية التراثية، وذلك من خلال تشجيع تنظيم برامج ورحلات سياحية لاكتشاف التراث الغذائي في شتى المحافظات والترويج السياحي لتلك المناطق إلى جانب المساهمة فى زيادة الصادرات والحد من الواردات للمنتجات الغذائية مما يسهم فى خفض العجز في الميزان التجاري”.

الحفاظ على الهوية التاريخية

وشددت على أن هذه المسابقة تعد آلية ناجحة للحفاظ الهوية التاريخية للغذاء لكل دولة والمساهمة في التنمية الاقتصادية المحلية للمناطق والفئات العاملة فى هذا القطاع ، خاصة في ضوء التجارب الناجحة لتلك المسابقة والتي تم تنظيمها في عدد من الدول ومنها سويسرا وتونس والمغرب.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي المصري، عبد اللطيف وهبة، إن مثل هذه الصناعات التي تستهدفها المسابقة سواء كانت الغذائية أو حتى الحرفية الصغيرة، تلعب دورا مهما جدا في الاقتصاديات الوطنية، حتى لو كانت اقتصاديات عالمية كبيرة، كما تعلب دورا آخر فيما يتعلق بسمعة الدولة المنتجه لها في الخارج على صعيد السياحة.

أهمية الصناعات الغذائية

وأضاف في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه من الممكن القول إن هناك اقتصاديات في العالم تعتمد في دخلها القومي على الصناعات الحرفية والغذائية الصغيرة والكبيرة.

وتابع: “على سبيل المثال في دول مثل المغرب أو تونس وهذه مجرد نماذج لدول عربية، عاده ما يرتبط اسمها في العالم وحتى السياحة العالمية بما تقدمه من صناعات غدائية صغيره يقوم على إنتاجها أفراد أو أسر”.

وقال: “في فلسطين مثلا زيت الزيتون رغم أن مراحل تصنيعه بدائية أو ما زالت بدائية لظروف سياسية إلا أن هذا المنتج يكتسب شهره عالمية فى الأسواق الدولية”.

وأوضح وهبة أنه في المغرب مثلا هناك تصنيع منزلي لوجبه “الكُسكُسي” لدرجة أن الترويج للسياحة المغربية في الخارج يعتمد على الوجبات الغذائية أو بالأحرى أنواع الطعام هناك، وكذلك فاليمن رغم أزمتها السياسية لديها أنواع من التصنيع الغدائي الذي تتميز به خاصة عسل النحل، أما تونس فتتميز بصناعة التمور.

ودلل وهبة على وجهة نظره بقوله إنه: “إذا أردنا تقييم القضية من جميع جوانبها سنجد أن هذا التحرك من جانب وزارة الصناعة والتجارة المصرية هو اتجاه جيد يأتى بعد أن بدأت موجة من الصناعات الغذائيه في الوجبات والمطاعم”.

وقال: “حاليا انتشر في مصر المطعم السوري واليمني واللبناني وغيرهما مما يستدعي ضروره الحفاظ على الهوية المصرية فى الحرف الغذائية والوجبات وإلا ستختفي يوما بعد يوم لصالح المأكولات الواردة من المطاعم العربية”.

وشدد الخبير الاقتصادي وهبة على أنه حتى في الدول الغربية مثل إسبانيا مثلا ما زالت تحتفظ بتراثها الغذائي وصناعه وجباتها الغذائية التىيمازالت تحمل أسماء إسلاميه مثل وجبه ” البقية”.

وقال وهبة إن هناك دول تعتمد على الصناعات الصغيره فى صادراتها والحد من الواردات للمنتجات الغذائية مما يسهم فى خفض العجز في الميزان التجاري.

وعن سبب قيام وزارة التجارة والصناعة بتنظيم مثل هذه المسابقة المخصصة للطعام ومنتجاته قال وهبة: “لأنه الجهة المسؤولة عن الصناعه والتراخيص والصادرات، بالإضافه إلى أنه بعد اعتماد عدد من الصناعات من الممكن أن تقوم الموسسات الصناعية الكبرى بتبنيها”.

وسيتم تنظيم المسابقة على أربعة مراحل وهي مرحلة التذوق، حيث تتشكل لجنة مكونة من ثلاثة أشخاص (مستهلك – منتج – أخصائي) والتي تقوم بتقييم المنتج من حيث المظهر والطعم والرائحة ثم تحدد قائمة المنتجات الفائزة.

وبعد ذلك، مرحلة حفل تسليم الجوائز لأصحاب المنتجات الفائزة، تأتي مرحلة تنظيم معرض للبيع/ حيث يعتبر المعرض فرصة للمنتجين ورواد الأعمال للمنتجات الغذائية المحلية والتراثية لعرض منتجاتهم والتعريف بها وفتح منافذ للبيع وزيادة أرباحهم.

ولاحقا تأتي مرحلة الترويج لتلك المنتجات، حيث يتم عمل حملات ترويجية وبرامج سياحية للتعريف بالمنتجات الغذائية المحلية والتراثية، بحسب وزارة التجارة والصناعة.

وتدخل في المسابقة في نسختها الأولى منتجات الحلويات والفاكهة المصنعة، ومنتجات الألبان، ومنتجات اللحوم والأسماك، والخضروات والزيوت والأعشاب العطرية، والحبوب ومنتجاتها مثل الأرز والخبز والفطير المشلتت ومنتجات الحبوب الأخرى.