السلطات التركية تشن حملة على حزب يقوده حليف سابق لأردوغان

تستمر السلطات التركية باستهداف أعضاء بارزين من حزب “الديمقراطية والبناء” المعارض للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطوةٍ قد تحدّ من أنشطة هذا الحزب الذي أُعلِن عن تأسيسه في مطلع شهر مارس من العام 2020 بزعامة الوزير التركي السابق علي باباجان، الذي كان حليفاً وثيقاً لأردوغان قبل أن يستقيل من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في أوائل شهر يوليو من العام 2019.

صورة لأردوغان وباباجان تعود لعام 2010

صورة لأردوغان وباباجان تعود لعام 2010

وألقت السلطات التركية القبض، فجر اليوم السبت، على مصطفى غونايدن، القيادي وأحد مؤسسي حزب “الديمقراطية والبناء”، في فندقٍ كان يمكث فيه بمدينة أنطاليا الساحلية، حيث كان يستعد للمشاركة في مؤتمر يُعقد في المدينة نفسها.

وعلى الرغم من أن غونايدن عضو في حزب ذي “ميول غربية”، لكن السلطات التركية ألقت القبض عليه في إطار تحقيقاتٍ تجريها بشأن إعادة هيكلة حركة “الخدمة”، التي يقودها الداعية التركي فتح الله غولن الذي يتهمه أردوغان بالوقوف خلف المحاولة الإنقلابية الفاشلة على حكمه، والتي حصلت في منتصف شهر يوليو من العام 2016.

ونفى مصدر في حزب “الديمقراطية والبناء” لـ”العربية.نت” وجود صلاتٍ بين غونايدن وحركة “الخدمة” التي تصنفها أنقرة كجماعةٍ “إرهابية”، معتبراً أن احتجازه يأتي في إطار “التضييق” على الحزب الذي كثّف من أنشطته مؤخراً للمشاركة في تحالفٍ انتخابي يضم 6 أحزابٍ تركية معارضة، وقد يطيح بالتحالف الحاكم حالياً، والذي يضم حزبي “العدالة والتنمية” و”الحركة القومية” في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة والمزعم عقدها بعد نحو عامٍ ونصف.

وغونايدن، هو ثاني عضو من حزب “الديمقراطية والبناء” يُعتقل في غضون أقل من شهرٍ ونصف، ففي مطلع ديسمبر الماضي احتجزت السلطات التركية متين غورجان زميله في الحزب على خلفية اتهامه بـ”التجسس السياسي والعسكري”، علاوة على اتهامه بتسريب “معلوماتٍ أمنية خطيرة لأطرافٍ خارجية” مقابل حصوله على مبالغٍ مالية.

متين غورجان

متين غورجان

ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي عن الحزب الذي ينتمي إليه غونايدن بشأن احتجازه، لكن مصدراً آخر في الحزب أشار لـ”العربية.نت” إلى أن “احتجاز غونايدن في عطلة نهاية الأسبوع حال دون معرفة المزيد عن ظروف سجنه”.

ومن المتوقع أن تعمل السلطات على تمديد احتجازه، كما فعلت مع غورجان الذي لم تطلق سراحه إلى الآن رغم أن مسألة سجنه حظيت باهتمامٍ واسع من وسائل الإعلام التركية إلى جانب مؤسسات محلية تدافع عن حقوق الإنسان في البلاد.

وكشفت وسائل إعلام تركية أن السلطات الأمنية التي احتجزت غونايدن استولت على أجهزته الإلكترونية، بما في ذلك حاسوبه الشخصي، عندما اقتحمت منزله قبيل إلقاء القبض عليه في الفندق لاحقاً.

كما زعمت وسائل إعلام مؤيدة للرئيس التركي أن العضو البارز في حزب باباجان كان يحاول الهروب من البلاد، وهو ما نفاه بشدّة الحزب الذي ينتمي إليه.