المرأة تحت حكم طالبان.. إخراس ممنهج يصل للقتل

رغم التحذيرات الدولية ودعوة المجتمع الدولي لحماية حقوق المرأة في أفغانستان، والتي تعاني فيها النساء من القيود المفروضة عليهن من قبل حكومة طالبان، إلا أن الحركة استمرت على نهجها المتشدد في قمع الأصوات النسائية المناهضة لحكومتها.

وفي الأيام الماضية شهد عدد من المدن الأفغانية خروج نساء في مظاهرات كبيرة تنديداً بمقتل فتاة تدعى زينب عبداللهي في نقطة تفتيش تابعة لطالبان غرب العاصمة كابل يوم الخميس الماضي. كما طالبن بالكشف عن مصير عالية عزيزي، مديرة سجن هرات النسائي، التي اختفت منذ سقوط ولاية هرات في يد الحركة بداية أغسطس العام الماضي.

خلاف مع شرطي

وتعيش الفتاة المقتولة زينب مع أسرتها غرب كابل، وهي من قومية الهزارة، أتباع المذهب الشيعي. وبسبب خلاف مع شرطي في طالبان قام بإطلاق النار عليها وقتلها.

كما يطالب أبناء قومية الهزارة المجتمع الدولي بمزيد من الضغط على طالبان، لوقف عمليات القتل والتهجير القسري والاعتقالات الممنهجة بحق أبناء وبنات الهزارة لأسباب مذهبية.

زينب عبداللهي

زينب عبداللهي

إلى ذلك صرّحت وزارة الداخلية في حكومة طالبان بأن وكيل وزارة الداخلية مولوي محمد محسن هاشمي، وقائد شرطة كابل قدما واجب العزاء إلى والد الفتاة، واعتذرا له عما حدث من قتل بـ”الخطأ”.كما قدما له مبلغ 600 ألف أفغاني، أي ما يساوي 5700 دولار أميركي، وطالباه بالتوجه إلى القضاء وتقديم شكوى على قاتلها.

رذاذ الفلفل والغاز المسيل

والأحد بدأت المظاهرات النسائية في كابل بخروج عدد من الفتيات في الشوارع، للتنديد بعمليات القتل والاعتقالات بحق النساء وعدم السماح لهن بالعمل والتعليم والمشاركة السياسية ورفض فرض الحجاب الأزرق عليهن. وسرعان ما خرجت مظاهرات أخرى مماثلة لها في ولايات بغلان وبلخ وهرات.

إلا أن قوات طالبان فرّقت الاحتجاجات عبر الاعتداء على الفتيات برذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع والصواعق الكهربائية.

ورفضت النساء الأفغانيات محاولات طالبان فرض الحجاب الأزرق عليهن.

غير أن رفض الفتيات لهذا الأمر اعتبره مسؤولون في طالبان “إهانة”، حسب وصفهم، للعادات والتقاليد الأفغانية، مطالبين في مواقع التواصل الاجتماعي سرعة القبض على الفتيات اللواتي تظاهرن ضد الحجاب الزرق، وإيقاع أقصى العقوبات بحقهن.

مداهمة منزل واعتقال

إلى ذلك نشرت صحيفة “آماج نيوز” أمس الأربعاء فيديو مصوّر لإحدى الناشطات اللواتي خرجن في المظاهرات وتدعى تمنّا زرياب بَرياني، تستغيث فيه وتحاول منع عناصر طالبان من مداهمة منزلها الواقع غرب كابل في وقت متأخر من الليل، رافضة السماح لهم بالدخول كون المنزل ليس فيه غير الفتيات.

تمنا زرياب

تمنا زرياب

وبحلول الساعة العاشرة ليلاً بتوقيت كابل، نشرت تمنا برياني تسجيلاً صوتياً تقول فيه إن عناصر طالبان دخلوا منزلها عنوة عبر كسر باب المنزل.

الجدير بالذكر أن الناشطة تنما زرياب برياني، ظهرت في عدة وسائل إعلام دولية تدعو فيه النساء للخروج للتظاهر ضد القيود التي تفرضها طالبان عليهن.

ومساء أمس الأربعاء أيضاً، اعتقلت طالبان الصحافية والناشطة الأفغانية بروانه إبراهيم خيل، بسبب مشاركتها في الاحتجاجات في كابل.

بروانه إبراهيم خيل

بروانه إبراهيم خيل

ادعاءات طالبان

من جانبهم، طالب ناشطون وناشطات أفغان عناصر طالبان بإطلاق سراح النساء اللواتي اعتقلن بسبب خروجهن في المظاهرات. إلا أن رئاسة الاستخبارات في طالبان زعمت على “تويتر” أن عدداً من الأشخاص الراغبين بالحصول على “جنسية دول غربية” يقومون بـ”إهانة القيم الأفغانية”، حسب وصفهم، ويوجهون اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد قوات أمن الحركة ويريدون الحصول على “فرصة والسفر إلى الخارج”.

يشار إلى أن طالبان تستمر في منع النساء من العمل منذ سيطرتها على كابل منتصف أغسطس العام الماضي، إضافة لإغلاق المدارس والجامعات أمام الفتيات، ووضع شروط إجبارية عليهن في الشوارع والمواصلات العامة للسماح لهن بالتنقل والخروج من منازلهن.