تهريب وإتاوات.. كيف يحصل داعش على تمويله؟

عاد تنظيم داعش إلى مسرح الأحداث مجدداً بعد تنفيذ عمليات إرهابية في كل من سوريا والعراق مؤخراً، حيث شهد سجن الصناعة في الحسكة السورية أسبوعا دامياً من المواجهات بين التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية، بينما استغل التنظيم الثغرات الأمنية في العراق ونفّذ عملية ضد الجيش العراقي في منطقة ديالى.

عودة التنظيم بهذا الزخم رغم الإعلان الأميركي رسمياً عن القضاء عليه في عام 2019، يطرح العديد من التساؤلات بشأن مصادر تمويله لإعادة شن هجمات، وتجنيد شبان جدد، فالتمويل هو العنصر الأساسي الذي كان يعتمد عليه ولا يزال عبر شبكات بيع النفط والتهريب بالإضافة إلى مصادر أخرى.

فقد أكد المدعي العام الاتحادي الألماني السابق، كريستيان ريتشر، الذي يرأس الفريق الأممي المعني بالتحقيق في جرائم داعش على أهمية التحقيق في قضايا التمويل المرتبطة بالتنظيم، مشيراً إلى أن ذلك يكشف التنظيم من الأعلى إلى الأسفل.

كما شدد على أن تتبع مصادر التمويل والمال، سيحدد هيكل التنظيم وفي هذه الحالة، يمكن تحديد المستفيدين في نهاية المطاف.

تهريب وإتاوات

ويستغل التنظيم في الفترة الحالية عمليات التهريب بشكل أساسي لجني الأموال، حيث كشفت قوات سوريا الديمقراطية، يوم الجمعة، عن وجود شبكات تهريب في المناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا.

فقد كشفت أن إحدى هذه الميليشيات التي يُزعم أنها تدعم أنشطة داعش هي فصيل “أبو القعقاع”، مشيرة إلى أنه يعمل لتسهيل تهريب الأشخاص إلى تركيا واستخدام الأموال لتمويل عمليات التنظيم.

بالإضافة إلى عمليات التهريب، يعتمد التنظيم في العراق على فرض إتاوات على المواطنين لجني الأموال لتمويل عملياته الإرهابية، وفق خلية الإعلام الأمني.

وأعلنت الخلية مؤخراً القبض على خلية تجمع الإتاوات للتنظيم غرب نينوى، حيث اعترف أربعة معتقلين بتهديد وترهيب العديد من المواطنين وأخذ الأموال منهم بالقوة.

خطف وبيع آثار

في هذا السياق، قال خبراء في وزارة الخزانة الأميركية إن مصادر تمويل داعش في الوقت الحالي تأتي من الأنشطة الإجرامية بما في ذلك جرائم الخطف وتهريب المخدرات في المنطقة وأيضاً تهريب البشر إلى أوروبا بالإضافة إلى عمليات تهريب وبيع الآثار العراقية أو السورية المنهوبة.

واللافت أن مصادر تمويله لم تتوقف على هذه الأنشطة الإجرامية، إذ يبدو أنه انخرط في سوق العملات المشفرة من أجل تفادي الملاحقة الدولية وأيضاً لإيجاد مجال جديد لنقل وتبيض الأموال.

الجامع الأموي في الموصل

الجامع الأموي في الموصل

من جهتهم، قال الخبراء إن داعش استحدث نظاماً غير رسمي لتحويل الأموال إلى جهات الاتصال الشخصية مثل منظومة “ويسترن يونيون” الرائدة في إرسال الأموال إلى أي مكان في العالم، وفق تقرير لقناة “دويتشه فيله” الألمانية.

مليارا دولار

يشار إلى أن خلال ذروة حكم وقوة التنظيم عام 2014، قدر خبراء قيمة أصوله بما يتجاوز ملياري دولار، حيث خلص مركز الأمن والتعاون الدولي في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا الأميركية إلى أن “الأموال التي صادرها التنظيم في المناطق الخاضعة لسيطرته بالإضافة إلى مبيعاته للموارد الطبيعية والأموال التي حصل عليها من فرض الضرائب والأنشطة الإجرامية، جعل منه أغنى منظمة إرهابية في العالم”.

ولم ينته الأمر عقب سقوط التنظيم عام 2017 إذ قدرت الحكومة الأميركية في أواخر العام الماضي أن تنظيم داعش ربما لا يزال يمتلك أصولا تصل قيمتها إلى نحو 300 مليون دولار.

يذكر أن برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخزانة الأميركية وضع مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى كشف نشاطات بيع و/ أو تجارة النفط والآثار من قبل، أو نيابة عن، أو لصالح تنظيم داعش في العراق وسوريا.