فيديو لجثث تطفو يمهد لغزو أوكرانيا.. وروسيا ترد “تلفيق”

“مشاهد مفبركة وفيديو دعائي وحشي تملأه الجثث” قد يمهد الطريق الروسي لغزو أوكرانيا.

هذا ما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية، مؤكدة أن لديها أدلة على أن موسكو تخطط لتصوير هجوم أوكراني مفبرك يستهدف الروس، لتبرير مهاجمة كييف. وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي، “لدينا معلومات أن الروس يريدون على الأرجح فبركة ذريعة للغزو”.

كما أضاف، بحسب ما نقلت فرانس، برس الجمعة، أن واشنطن تعتقد أن الحكومة الروسية تخطط لفبركة هجوم للجيش الأوكراني أو قوات استخباراتية “ضد أراض خاضعة لسيادة روسيا أو ضد أشخاص ناطقين بالروسية”.

فيديو وحشي وجثث

وأوضح قائلا إنه “في إطار هذا الهجوم الزائف، نعتقد أن موسكو ستنتج تسجيلا دعائيا مصوّرا بمشاهد وحشية للغاية، يتضمن جثثا وممثلين يؤدون دور مشيّعين وصورا لمواقع مدمّرة”، لتستخدم الأمر مبررا لغزو جارتها الموالية للغرب.

ولفت كيربي إلى أن جزءا من الخطة يتضمن إظهار أن الغرب وفّر المعدات العسكرية الأوكرانية المستخدمة، وهو أمر سيكون هدفه تبرير التحركات الانتقامية الروسية ضد أوكرانيا.

إلى ذلك، أشار إلى أن العالم سبق أن شهد أنشطة روسية كهذه من قبل في الماضي

كما اعتبر أن تكتيكات كهذه تحظى بشكل عام “بالموافقة على أعلى مستويات الحكومة الروسية”.

أحد الخيارات الروسية

بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن هذا الفيديو “هو أحد الخيارات التي تعدها الحكومة الروسية كذريعة لشن وربما تبرير عدوان عسكري ضد أوكرانيا”.

وأضاف أن الولايات المتحدة لا تعرف ما إذا كانت موسكو قد قررت تنفيذ هذه الخطة أم لا بعد.

كما اعتبر أن “أعمال موسكو التي ذكرت أكثر من مرة أنها تريد مواصلة التبادلات الدبلوماسية من أجل خفض التصعيد، تشير إلى غير ذلك”.

ولدى سؤاله بإصرار عن عدم وجود أدلة تدعم تصريحاته، أوضح برايس أن معلوماته مصدرها أجهزة المخابرات، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

من جانبها وصفت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس التصريحات الأميركية بأنها “دليل واضح وصادم على عدوانية روسيا غير المبررة وعلى أنشطتها السرية لزعزعة استقرار أوكرانيا”.

وكتبت على تويتر “المخرج الوحيد لموسكو هو وقف التصعيد والانسحاب والالتزام بإيجاد مسار دبلوماسي”.

تلفيق

في المقابل، ردت السفارة الروسية في الولايات المتحدة على تصريحات واشنطن ساخرة. وقالت في بيان نُشر على فيسبوك، إنها لم تتفاجأ بالسيناريو “الإبداعي” الذي أعلنه ممثلو وزارة الخارجية والبنتاغون بشأن مزاعم عن استعداد روسيا لعملية ضد أوكرانيا تحت “علم أجنبي”.

كما ذكّرت بـ “ما قام به الأميركيون من تزوير من أجل تبرير تدخلاتهم العسكرية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أنبوبة الاختبار المعروفة التي عرضها باول”، كحجة لغزو العراق!

جنود من أوكرانيا في موقع حدودي متقدم مع روسيا

جنود من أوكرانيا في موقع حدودي متقدم مع روسيا

يذكر أنه منذ نهاية 2021، تتوالى الاتهامات لروسيا بحشد أكثر من مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية بهدف شنّ هجوم أو غزو.

لكنّ موسكو تنفي أيّ مخطط من هذا القبيل، مطالبةً في الوقت نفسه بضمانات خطّية لأمنها، بينها رفض انضمام أوكرانيا إلى الناتو ووقف توسّع الحلف شرقًا، ما يرفضه الأخير.

صراع قديم

إلا أن الصراع بين كييف وموسكو تعود جذوره إلى سنوات مضت، إذ انطلق منذ العام 2014، حين شهد الشرق الأوكراني حربا بين القوات الأوكرانية، وانفصاليين موالين لروسيا، اتهم الكرملين برعايتهم ودعمهم عسكريا وماليا. وفي العام نفسه، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، لتشعل مزيدا من التوتر بين الطرفين.

ويعتبر الملف الأوكراني، بمثابة “الشوكة” في خاصرة الروس، الذين يشككون دوما في نوايا كييف، فيما تتخوف الأخيرة باستمرار من تكرارا تجربة ضم جزيرة القرم واجتياح أراضيها، مكررة في الوقت عينه أن لها الحرية المطلقة بالانضمام للناتو، ما يشكل حساسية كبرى للكرملين.