قطع الشركات الغربية أعمالها في روسيا.. وجه آخر للحقيقة!

في ضوء الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا، قررت العديد من الشركات الأميركية والغربية الكبرى التخلي عن وجودها في المنطقة.

وفي الأسبوعين الماضيين، أسقطت استوديوهات الأفلام وارنر بروزارز، وسوني بيكيتشرز، وديزني، إصدارات الأفلام المستقبلية في روسيا، كما أغلقت إيكيا جميع المتاجر وعمليات الإنتاج الروسية، إضافة إلى وقف مايكروسوفت وأبل جميع المبيعات، بما في ذلك أجهزة الألعاب والهواتف، في البلاد أيضاً.

فيما أعلنت شركتا فيزا، وماستركارد يوم السبت أنهما ستوقفان العمليات الروسية.

ومن المتوقع أن تنمو هذه القائمة مع استمرار الصراع وسط تقييم المستهلكين لقرارات الشركات من الغزو، حسبما صرح خبراء الأعمال لقناة ABC News، والتي اطلعت عليها “العربية.نت”.

من جانبه، قال الأستاذ المساعد في كلية روس للأعمال بجامعة ميشيغان، إريك جوردون: “وجدت الشركات صعوبة في البقاء بعيداً عن [الأحداث الجارية]، إلا أن هذا لم يعد مجدياً”.

ويرى أن تنامي قائمة الشركة مدفوعاً بالحفاظ على السمعة فقط، فإذا لم تتخذ الشركات موقفاً بطريقة أو بأخرى، فالنتيجة هي أنها غير أخلاقية أو تتخذ موقفاً سيئاً”.

وقال جوردون وخبراء أعمال آخرون إن هناك أيضاً حسابات اقتصادية متضمنة في قرارات الشركات بالانسحاب من روسيا لأن اقتصادها المتدهور يجعل البلاد استثماراً سيئاً. ومع ذلك، قال الخبراء إن هذا من المرجح أن يشكل نقطة تحول في ما يقرب من 30 عاماً من الأعمال الغربية في روسيا.

وأضاف جوردون أنه من غير المرجح أن يكون لأي من التوقفات التجارية الغربية تأثير على حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، مقارنة بالعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الأوروبية. ومع ذلك، من المرجح أن تنتقم الحكومة الروسية من المنتجات والخدمات الغربية بالمقاطعة والحصار مع استمرار الصراع.

ومن جانبها، قالت روسيا يوم الجمعة إنها ستحظر فيسبوك وتويتر.

بدوره، قال الأستاذ المشارك في الإدارة والتنظيم بجامعة جنوب كاليفورنيا، شون هيات، إن وضعاً مشابهاً حدث خلال الحرب العالمية الثانية عندما توقفت الشركات الأميركية عن شحن بضائعها إلى ألمانيا. وخسرت الشركات ملايين الدولارات من العائدات خلال الأربعينيات، لكن هيات يرى أن العولمة المتزايدة لاقتصاد اليوم تعني أن الشركات الأميركية لن تتعرض لضربة كبيرة من خلال وقف عملياتها الروسية.

وأشار هيات، إلى أن السوق الروسية تمثل ما يقرب من 3% من المبيعات العالمية لصناعة السينما.

ويرى هيات أن الشهرين المقبلين سيكونان محط أنظار الجميع داخل مجتمع الأعمال. وقال إنه اعتماداً على المدة التي سيستغرقها الصراع وإذا نجحت روسيا في غزوها، سيتعين على الشركات في جميع أنحاء العالم اتخاذ قرار رئيسي يمنع أي إجراء حكومي.

وأضاف: “تعتقد معظم الشركات أن هذه فترة توقف استراتيجية صغيرة”. “قد يعتقدون أنه في غضون بضعة أشهر، قد تعود الأمور إلى طبيعتها، فيما لا يزال الوضع متغيراً”.