بالخرائط.. خطة روسيا في أوكرانيا وسر بمدينة دنيبرو!

مع استمرار العملية الروسية في أوكرانيا للأسبوع الثالث على التوالي، دخلت منحى جديداً كلياً من ناحية التطورات السياسية على الساحة الدولية وغير ذلك من عمليات عسكرية على الأرض.

فمن ناحية اقتصادية، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حظر استيراد النفط الروسي إلى الولايات المتحدة، وهو تصعيد كبير للعقوبات.

أما ميدانياً، فباتت موسكو تحاول جاهدة عزل القوات الأوكرانية في الشرق، خصوصاً بعدما منعتها الأخيرة من السيطرة على مدن جديدة في الأيام الأخيرة.

إلا أن الروس يواصلون إحراز تقدم طفيف على جبهات متعددة، في حين يضعون نصب أعينهم مدينة دنيبرو وسط البلاد كهدف حاسم، وذلك وفقاً لدراسة أعدها معهد أميركي لدراسة الحروب ونقلتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

هدف روسيا القادم والحاسم

ووفق الدراسة، تحتل مدينة دنيبرو وسط البلاد مكانة هامة، فإذا تمكنت القوات الروسية من التقدم عليها من الشمال ستصبح قرب خاركيف، ومن الجنوب ستصعد للقرم، وبذلك تتمكن من عزل القوات الأوكرانية التي تقاتل في منطقة دونباس شرقاً، أو إجبارها على التراجع.

وإذا لم تنسحب القوات الأوكرانية في الشرق بالفعل، فمن المحتمل أن يتم تطويق تلك المدينة وتدميرها قريبا، خصوصاً بعدما حققت الجهود الروسية جنوب البلاد أكبر تقدّم منذ بدء العملية قبل 13 يوماً، حيث واصلت قوات موسكو الضغط شمال ميليتوبول بعد سيطرتها على محطة زابوريجيا النووية يوم الجمعة الماضي.

الأهم.. توحيد 3 مجموعات من القوات الروسية

ويبدو أن أحد أهداف التقدم الأخير يكمن بتوحيد 3 مجموعات من القوات الروسية، أولها القوات الموجودة في الجنوب قادمة من شبه جزيرة القرم، وثانيها: القوات التي تتحرك باتجاه الجنوب الشرقي من قرب خاركيف، وأخيراً: الانفصاليون المدعومون من روسيا والذين يدفعون إلى الخطوط الأمامية في منطقة دونباس.

في حين لا تزال ماريوبول المدينة الساحلية الواقعة على الساحل الجنوبي لأوكرانيا، صامدة ضد الحصار الروسي، لتكون آخر مدينة تقف بين توحيد الانفصاليين المدعومين من روسيا الذين يهاجمون من الشرق والقوات الروسية التي تتقدم من شبه جزيرة القرم.

خرائط القتال وفق العملية من جهات ثلاث بالتفصيل

بدأت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا عند الساعات الأولى من يوم 24 فبراير/شباط الماضي، حيث دخلت قواتها من 3 جبهات رئيسية هي الشمال، والجنوب، والشرق، مستخدمة 95% من القوات التي حشدتها حول أوكرانيا قبيل الاجتياح، فأحرزت بداية مكاسب سريعة، تقدّمت إثرها من بيلاروسيا صوب الضفة الغربية لنهر دنيبر مرورا بتشيرنوبل.

كما شرعت القوات الروسية في الزحف نحو العاصمة الأوكرانية من جهة الشرق، مستخدمة قوات ضخمة احتشدت حول منطقة تروبورتنو قبيل العملية.

أما جنوباً، فحاصرت روسيا مدينة ماريوبول الساحلية، كما قصفت مدينة ميكولايف بالصواريخ تمهيداً للوصول إلى ميناء أوديسا، وبعدها إلى دونيتسك ومولدوفا.

ومن الشرق، شهدت خاركيف ثاني أكبر المدن الأوكرانية، قصفًا جويا مكثفا خلال الأيام القليلة الماضية، ردّت عليه القوات الأوكرانية بآخر كبّد روسيا خسائر فادحة، خصوصاً عند الخطوط الأمامية، وأرغمها على الرجوع صوب الحدود شمال غربي المدينة.

حرب عالمية جديدة؟!

يشار إلى أن العملية العسكرية الروسية التي أطلقها الكرملين على الأراضي الروسية في 24 فبراير الماضي، دخلت يومها الـ 14 وسط استنفار أمني غير مسبوق في أوروبا، لامس أجواء الحرب العالمية الثانية، بحسب ما حذر أكثر من مسؤول أوروبي مؤخرا.

وقد استتبعت تلك الهجمات الروسية حملة عقوبات واسعة ضد موسكو، بلغت أكثر من 500 عقوبة، كان آخرها وقف واشنطن استيراد النفط والغاز الروسي، ودفعت البلاد إلى التربع على عرش الدول الأكثر مواجهة للعقوبات بعد إيران وكوريا الشمالية.

كما استدعت تأهب دول حلف الناتو التي أرسلت مساعدات عسكرية نوعية، ومالية إلى كييف لمواجهة العمليات الروسية.