3 أيام بطابور المهانة.. صورة رئيس أدباء اليمن تغضب المثقفين

تفاعل أدباء ومثقفون يمنيون مع صورة نشرها رئيس “اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين” محمد القعود للتعبير عن غضبه مما آلت إليه أحوال البلد الذي يعيش الأزمة تلو الأخرى وسط الفقر والمخاوف من مجاعات. وظهر القعود في طابور طويل بانتظار شراء الغاز في العاصمة صنعاء، وقد قال إنه انتظر ثلاثة أيام من هذه الطوابير دون أن يحظى بأنبوبة غاز واحدة.

ونشر القعود صورته واقفاً بانتظار الغاز في طوابير القهر اليومي، وكتب: “تنهض باكراً لتسلّم أنبوبة الغاز الفارغة لكي تعود لها بعد يومٍ أو ثلاثة أيام.. كل شهر أو شهرين مرة واحدة فقط.. وكارثة ما بعدها كارثة لو “الدبة” صارت فارغة هي وشقيقتها الاحتياط.. اليوم تركض لاهثاً كي تحصل على دبة غاز تطبخ بها ما تيسر من طعام”.

واعتبر نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذه الصورة المؤلمة تعبر عن “نهاية أدباء اليمن” الذين أفنوا حياتهم في العلم والوطنية والآن يقفون في طوابير الأزمات والإهانة.

وفي هذا السياق قال حسن الحملي: “من في الصورة ليس واحداً من المغمورين أو المجهولين، إنه أستاذ صناعة الأدب وزعيم رجال البلاغة والبيان في عاصمة البلد السعيد. يقف محمد القعود، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين لليوم الثالث على التوالي، بعد كفاح السنين مدافعاً عن الأدب والكتاب والشعر والبيان، هو يطمح اليوم فقط للحصول على جرة غاز، يعود بها إلى بيته منتصراً على هم السنين”.

وقال النشطاء إن هناك الآلاف من الكوادر الوطنية، من أكاديميين وأطباء ومهندسين وصحافيين وأدباء وباحثين ورجال دولة سابقين، أصبحوا يبحثون عن لقمة العيش، يقفون في طوابير مختلفة وينتظرون الرواتب المعلقة أو يموتون قهراً جراء غلاء الأسعار والفقر والأمراض، ما دفع غالبيتهم إلى النزوح ومغادرة البلاد بلا عودة.

وفي هذا السياق، تحدث عبدالكريم الشيباني عن طوابير الغاز اليومية التي تشهدها صنعاء قائلاً: “إنه مشهد مؤلم أن تشاهد المثقفين والمبدعين في هذا البلد في طوابير لا تنتهي من الأزمات”، بينما اعتبر أبو تميم الكميم أن هذه الصورة “ستخلد حقبة سوداء سحقت العلم والعلماء والمفكرين والأكاديميين، وجعلت من رغيف العيش أقصى ما يتمناه المثقف اليمني”.

يذكر أن أزمة الغاز في صنعاء بدأت مع اندلاع الحرب مطلع العام 2015. وأصبح الغاز يباع في السوق السوداء بأسعار باهظة، ووصل سعر الأسطوانة منه في صنعاء مطلع هذا العام إلى 30 ألف ريال (ما يقارب الـ50 دولارا).

ويلجأ اليمنيون حالياً إلى استخدام “الكرتون” وكل ما يمكن أن يُشعل ناراً، ويستعينون به للطبخ، فيستنشقون الأدخنة السامة التي تنعكس على صحتهم. والأمر في الأرياف لا يقل معاناةً، غير أن توفر الأشجار والاعتماد على الاحتطاب، يوفّر بدائل للغاز.

وبحسب مصادر إعلامية محلية، فإن غاز الطهي أصبح سلاحاً لجني الأرباح ورفد الميزانية الحربية للحوثيين ولاستقطاب جنود ومقاتلين إلى الميليشيات. كما بات ورقة ضغط لمعاقبة من يتخلف عن جبهات القتال وإجباره بطريقة غير مباشرة على الدفع للمجهود الحربي.

اللجوء للتحطيب في ظل شح الغاز في اليمن

اللجوء للتحطيب في ظل شح الغاز في اليمن