بريطانيا: الروس يحاولون حصار القوات الأوكرانية شرقاً

مع استمرار الصراع بين موسكو وكييف، أكدت بريطانيا، اليوم الأحد، أن الروس يحاولون محاصرة القوات الأوكرانية في شرق البلاد، أثناء تقدمها من اتجاه خاركيف في الشمال وماريوبول في الجنوب.

وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث استخباراتي يومي نُشر على حسابها على تويتر، أن “القوات الروسية التي تتقدم من شبه جزيرة القرم تحاول الالتفاف على ميكولايف، وهي تتطلع للتوجه غربا نحو أوديسا”.

ثمن باهظ

إلا أنها أكدت أن روسيا “تدفع ثمنا باهظا لكل تقدم لها مع استمرار القوات المسلحة الأوكرانية في المقاومة القوية بمختلف أنحاء البلاد”.

كذلك نشرت خريطة تظهر الوضع على الأراضي الأوكرانية

هزت الأمن الأوروبي

فيما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن العملية العسكرية الروسية هزت الأمن الأوروبي. وأضاف في تصريحات نشرها على حسابه في تويتر: “اهتز الأمن الأوروبي بسبب هجوم روسيا على أوكرانيا”، مضيفا أن بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان أن تكون بمنأى عن التدخل الروسي.

كما أعرب عن تطلعه لاستقبال زعماء دول الشمال الأوروبي والبلطيق في بريطانيا هذا الأسبوع.

يذكر أن منطقتي خاركيف وماريوبول شهدتا على مدى الأيام الماضية هجمات عنيفة. في حين رأى مصدر عسكري فرنسي في حديث لوكالة فرانس برس، أن “الروس يحاولون الحصول على ما لم يحصلوا عليه بالقتال، من خلال الجوع واليأس”، متهما إياهم “باستهداف السكان والمدنيين، لأنهم لا يستطيعون قهر الجيش الأوكراني”، حسب قوله.

حصار ماريوبول

وتخضع مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية الواقعة في جنوب شرق البلاد بين شبه جزيرة القرم ودونباس، لحصار منذ أيام عدة، من قبل القوات الروسية، وتعيش وضعا حرجا، بل “ميئوسا منه تقريبا”، بحسب وصف منظمة أطباء بلا حدود.

كما تفتقر إلى الطعام، فيما يحرم سكانها من الماء والغاز والكهرباء والاتصالات.

في حين فشلت سابقا محاولات عدة لإجلاء مئات آلاف المدنيين العالقين هناك.

صور جوية نشرتها شركة ماكسار للأقمار الاصطناعية للدمار في ماريوبول

صور جوية نشرتها شركة ماكسار للأقمار الاصطناعية للدمار في ماريوبول

أما خاركيف، فقد عانت هجمات جوية عنيفة أدت إلى دمار كبير. وقد أظهرت بعض المشاهد من المدينة حجم الدمار الهائل الذي أصابها.

يذكر أن القوات الروسية كانت أطلقت في 24 فبراير الماضي عملية عسكرية وصفتها بالمحدودة، في مناطق شرق أوكرانيا، إلا أنها سرعان ما توسعت شمالا وجنوبا، بل وصلت إلى محيط كييف، ما استدعى توتراً غير مسبوق في أوروبا وامتعاضا دوليا واسعا، إذ فرضت العديد من الدول الغربية حزمة عقوبات واسعة على موسكو، شملت مصارف وشركات عدة، فضلا عن سياسيين ونواب وأثرياء روس، حتى إنها طالت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.

كما استدعت تلك العملية العسكرية استنفارا أمنيا بين موسكو والغرب، لاسيما دول الناتو والاتحاد الأوروبي، ما دفع العديد من الدبلوماسيين الغربيين رفيعي المستوى إلى تحذير من “حرب عالمية ثالثة”.