سوريون يتجهون للقتال في أوكرانيا.. “مشاركة رمزية لا أكثر”

بدأت مسألة مشاركة مقاتلين سوريين في الحرب الروسية ـ الأوكرانية تحظى باهتمام كبير بعد انضمام مجموعاتٍ منهم كمرتزقة في القتال إلى جانب الجيش التركي في ليبيا مطلع العام 2020، والأذربيجاني في إقليم ناغورنو كراباخ أواخر العام نفسه.

فكيف يمكن لهؤلاء أن يصبحوا جزءاً من النزاع الدائر بين موسكو وكييف؟ وما هي دوافعهم؟ وهل بالفعل يمكنهم الانخراط في المعارك الدائرة هناك؟

“لا مشاركات واسعة”

رداً على هذه التساؤلات، استبعد الخبير الأمني المعروف كاظم الوائلي مشاركة واسعة لمقاتلين سوريين في العملية العسكرية الروسية المتواصلة على الأراضي الأوكرانية منذ 24 فبراير/شباط الماضي، مشدداً على إمكانية حصول ذلك ضمن مجموعات صغيرة “كردّ للجميل” لموسكو بعدما تدخّلت الأخيرة عسكرياً في الأزمة السورية لصالح نظام الرئيس بشار الأسد قبل سنوات عقب اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيله في منتصف مارس/آذار من العام 2011.

وأضاف في حديث لـ”العربية.نت” أن “سوريا تحتاج لكل جندي على أراضيها باعتبار أن الحرب هناك لم تنتهِ بعد، لذلك قد تكون مشاركة مقاتلين ينحدرون منها في الصراع الروسي ـ الأوكراني رمزية للتعبير عن إعلان النظام ووقوفه إلى جانب موسكو، كما أن وجود ميليشيات مسلّحة عراقية وسورية أيضاً مدعومة إيرانياً، قد يشكل دافعاً لدى النظام في دعم موسكو عسكرياً، لاسيما أن طهران لا يمكنها إقحام نفسها بشكل مباشر في هذه الحرب”.

كما اعتبر أن “البُعد الجغرافي وعدم وجود روابط دينية بين المقاتلين السوريين والروس، قد تكون سبباً في عدم انخراط أعدادٍ كبيرة منهم في الحرب الروسية ـ الأوكرانية، ومع ذلك هناك ما يشبه التنافس بين موسكو وكييف حول مسألة جذب مقاتلين أجانب للقتال إلى جانب جيش كلا البلدين اللذين يخططان لتدويل النزاع، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال قبل أيام إن هناك مقاتلين من الشرق الأوسط وسوريا سيقاتلون معنا، وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد تحدّث عن أمر مشابه عندما أعلن عن وجود آلاف المتطوّعين للقتال مع جيش بلاده”.

مشكلة موقوتة

إلى ذلك، شدد على أن “مشاركتهم المحتملة لن تؤثر على مسار الصراع، لكن عند اندلاع حرب شوارع بين الجانبين الروسي والأوكراني، حينها ستكون مشاركتهم مهمة لأن جنديا واحدا يؤثر على سير المعارك، إلا أن وجودهم أو التخلص منهم بعد انتهاء النزاع سيكون مشكلة بالنسبة لكلا الجانبين، خصوصا إن رفضوا العودة من البلدين”.

وبالتزامن مع إمكانية وجود مقاتلين مؤيدين للأسد، أعلن مقاتلون آخرون معارضون ومدعومون من تركيا استعدادهم للمشاركة في القتال مع كييف ضد موسكو، مثلما فعل سهيل أبو التاو الذي كتب على حسابه في موقع “تويتر” يسأل عن كيفية الوصول إلى أوكرانيا.

مسلحون سوريون(فرانس برس)

مسلحون سوريون(فرانس برس)

لصالح شركاتٍ أمنية روسية

وحصلت “العربية.نت” على معلوماتٍ من مصادر عدّة تقاطعت مع تلك التي نشرها موقع مؤسسة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، تفيد بوجود شخصياتٍ سورية تعمل على تجنيد مقاتلين سوريين لصالح شركات أمنية روسية، في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الأسد.

أما في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المدعومة من أنقرة، فالأمر مختلف، حيث لم تطلب السلطات التركية من الفصائل السورية المدعومة منها البدء بتسجيل أسماء المقاتلين بعد للقتال مع الجيش الأوكراني، لكن تلك الفصائل نقلت رغبتها في القتال إلى المسؤولين الأتراك، وفق ما أفادت المؤسسة الحقوقية عن مقاتل في صفوفها.

يذكر أن أواخر الأسبوع الماضي، أعلن الكرملين عن وجود “آلاف الأشخاص الذين طلبوا المشاركة في القتال، وجميعهم ينحدرون من الشرق الأوسط وسوريا”، وفق ما أفاد دميتري بيسكوف للصحافيين بعد أيام من إعلان كييف تشكيل فيلق من المقاتلين الأجانب.

وبعد ذلك قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماعٍ للأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي إن “هناك أعدادا هائلة من الطلبات التي يرغب أصحابها في القتال إلى جانب قواتنا في أوكرانيا”، وفق ما نقلت وسائل إعلام روسية.

في حين أوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان في مقابلة مع “الحدث” أن أكثر من 40 ألف مقاتل سوري سجلوا أسماءهم للذهاب إلى أوكرانيا للقتال بجانب الروس، مقابل إغراءات مالية وامتيازات.