11 عاما من الإخفاق والغضب.. هل انتهى مشروع باريس سان جرمان؟

وخصصت جماهير النادي الباريسي الشتائم للنجمين نيمار وليونيل ميسي، من بين لاعبين آخرين، في تعبير عن غضبها من فشل الفريق أوروبيا.

مشروع بي إس جي

ومنذ استحواذ جهاز قطر للاستثمار على النادي الباريسي في صيف 2011، مضى الفريق بأحلام كبيرة، ووضع هدف واضح، وهو الوصول لقمة هرم أندية أوروبا، ورفع كأس دوري أبطال أوروبا.

ولكن بعد 11 عاما على بداية “مشروع باريس سان جرمان الكبير”، يبدو أن الأمور لم تذهب في الطريق الذي رسمته الإدارة.

 حلم دوري الأبطال تبخر عدة مرات، ولم يقترب النادي الفرنسي من تحقيق اللقب سوى مرة واحدة في 2020 عندما وصل للنهائي، لكنه خسر المباراة الأهم في تاريخه.

أما في بقية النسخ الأوروبية، فتعرض الفريق لهزائم متتالية من كبار أوروبا، أحيانا في الأدوار الإقصائية المبكرة، وأحيانا في أدوار أكثر تقدما.

وجاءت الهزيمة من النسخة “الأقل سطوة” لريال مدريد، قبل أيام، بدوري أبطال أوروبا، والخروج من البطولة، لتدق ناقوس الخطر بأن المشروع الباريسي الكبير قد شارف على النهاية، أو انتهى بالفعل.

وفي غضون 11 موسما، هذه كانت نتائج باريس سان جرمان الأوروبية:

2011/2012: الخروج من دور المجموعات في “يوروبا ليغ”

2012/2013: الخروج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد برشلونة الإسباني.

2013/2014: الخروج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد تشلسي الإنجليزي.

2014/2015: الخروج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد برشلونة الإسباني.

2015/2016: الخروج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على يد مانشستر سيتي الإنجليزي.

2016/2017: الخروج من دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا على يد برشلونة الإسباني.

2017/2018: الخروج من دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد الإسباني.

2018/2019: الخروج من دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا على يد مانشستر يونايتد الإنجليزي.

2019/2020: الخسارة بنهائي دوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ الألماني.

2020/2021: الخروج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يد مانشستر سيتي الإنجليزي.

2021/2022: الخروج من دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد الإسباني.

شخصية انهزامية

بالرغم من امتلاك الفريق لأكبر النجوم في العالم، إلا أنه لم يمتلك شيئا مهما جدا في عالم كرة القدم، وهي عقلية الفوز.

النادي الباريسي سجل “عقلية انهزامية” تاريخية، وفرط بمباريات مهمة بطريقة غريبة، دخل بها التاريخ لكن بشكل سلبي، وأبرزها “ريمونتادا” برشلونة، عندما انتصر سان جرمان 4-0 في الذهاب، ليخسر بعدها بنتيجة 6-1 بالإياب، حيث جاءت 3 من أهداف برشلونة في الدقائق الأخيرة للقاء.

 مباراة برشلونة الشهيرة دخلت التاريخ وأذهلت العالم، وأظهرت ضعف شخصية سان جرمان.

بعدها في 2019، انتصر باريس سان جرمان بنتيجة 2-0 على أرض مانشستر يونايتد، وبدأ في طريقه للتأهل لربع النهائي، ليعود مان يونايتد “المهزوز” ويحقق انتصارا بنتيجة 3-1 في باريس، ويقصي بطل فرنسا.

وجاءت الآن هزيمته أمام ريال مدريد، لتعزز هذه الفكرة، فبعد أن انتصر بنتيجة 1-0 في باريس، تقدم سان جرمان بهدف في الإياب، قبل أن ينهار تماما ويشهد 3 أهداف في غضون 11 دقيقة، بقدم كريم بنزيما، ليودع المنافسات من جديد.

 نجوم لا تتجانس

وحقق سان جرمان أعلى صفقة في تاريخ كرة القدم، عندما وقع مع البرازيلي نيمار، في 2017، بمبلغ 222 مليون يورو، ثم وقع مع موهبة فرنسا الأولى كيليان مبابي، بعدها بعام، مقابل 180 مليون يورو.

وخلال فترة المشروع الباريسي، أنفق النادي قرابة المليار دولار، توزعت على نجوم لامعين، من أقوى أندية العالم، كما وقع “مجانا” مع عمالقة اللعبة برواتب خيالية، مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي.

  ولكن كثرة النجوم “أفسدت” الحفلة، وجعلت الفريق يعيش في منظومة غير متجانسة، لا تقدم المطلوب منها من نتائج، وتتصادم في أكثر من مناسبة.

هذه الأجواء “غير الصحية”، دفعت الألماني توماس توخيل، أفضل مدرب هذا العام، بالمغادرة، والذهاب إلى تشلسي الإنجليزي، حيث نجح بتحقيق دوري الأبطال في أول مواسمه.

والحل كان بالتوقيع مع مدربين يخضعون لهيمنة النجوم وشخصياتهم “الكبيرة”، مثل المدرب الأرجنتيني ماوريتسيو بوتشيتينو، الذي لم يحقق النتائج المرجوة.

أما الأمل الكبير لباريس، وهو النجم كيليان مبابي، فهو على أعتاب الرحيل لريال مدريد الإسباني، حيث أبدى رغبته علنية بالمغادرة، مما سيبقي النادي الباريسي بنجوم عبروا مرحلة العطاء، وهما نيمار وميسي ودي ماريا، ونحوم آخرون ليسوا من طينة “السوبر ستار”، مثل دانيلو وغاييه وباريديس.

رابطة مشجعي باريس سان جرمان، طالبت السبت، بتغيير “جذري”، يشمل الرئيس التنفيذي للفريق ناصر الخليفي، والمدير الرياضي ليوناردو، والمدرب بوتشيتينو.

ولم تكتف بذلك، بل انهالت بالشتائم على نيمار وميسي خلال مباراة الفريق أمام بوردو، الأحد، معبرة عن غضبها من المشروع الكبير، الذي قد يكون “انتهى تماما”.

اترك تعليقاً