نراقبه عن كثب.. الكرملين “تصريحات بايدن مقلقة”

لم تهدأ العاصفة التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن، منذ يوم السبت الماضي خلال حديثه من وارسو عن ضرورة رحيل نظيره الروسي فلاديمير بوتين على خلفية النزاع الروسي الأوكراني، رغم تأكيده فجر اليوم الاثنين أنه لم يقصد تغيير النظام.

فقد أعاد الكرملين في وقت لاحق اليوم التذكير بها، مشدداً على أنه يراقب تصريحات سيد البيت الأبيض عن كثب، بحسب ما نقلت رويترز.

“مقلق جدا”

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن موسكو ستواصل متابعة تصريحات بايدن عن كثب، واصفا ما قاله مؤخرا بالمقلق جدا.

وكان بايدن قد أدلى بكلامه هذا أمام حشد في وارسو يوم السبت الماضي، لكن البيت الأبيض ووزير الخارجية أنتوني بلينكن والرئيس الأميركي نفسه عادوا وأوضحوا لاحقا أن الولايات المتحدة ليس لديها سياسة لتغيير النظام في روسيا.

استنفار لإطفاء النيران

يشار إلى أن انتقادات الرئيس الأميركي الحادة لنظيره الروسي، كانت ترددت أصداؤها في أنحاء العالم أجمع، واستنفرت حلفاءه داخليا وخارجيا من أجل إطفاء النيران، لاسيما فرنسا التي أكد رئيسها إمانويل ماكرون أمس أن التصعيد الكلامي يعرقل مساعي التسوية وانهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

بدوره، رأى الدبلوماسي الأميركي ريتشارد هاس الذي يرأس منظمة “مجلس العلاقات الخارجية” أن نزيل البيت الأبيض “جعل الوضع الصعب أكثر صعوبة والوضع الخطير أكثر خطورة”. وأردف عبر تويتر “سيرى بوتين ذلك أنه تأكيد لما كان يؤمن به طوال الوقت”.

وبالقدر نفسه من الصرامة، قال الباحث في “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” فرانسوا هايسبورغ، لفرانس برس، إنه من الأفضل للقادة الأميركيين ألا “يطلقوا العنان لأفواههم”.

فيما اعتبر الكرملين أن بوتين- الذي أدوارا قيادية في البلاد منذ استقالة بوريس يلتسن عام 1999-، رئيس منتخب بشكل ديمقراطي
وإن الشعب الروسي وحده ، وليس الولايات المتحدة، هو من يقرر من يحكم البلاد.

يأتي هذا السجال المتجدد فيما تشهد العلاقة بين موسكو وواشنطن منذ أسابيع عدة، حروبا لفظية لا تنتهي. ففي كل مرة وجه بايدن انتقاداً لاذعاً لبوتين، أتاه رد قاس أيضا من بيسكوف، الذي سبق أن وصف الرئيس الأميركي بالمتعب وكثير النسيان، عقب اتهام الأخير لسيد الكرملين بالدكتاتور ومجرم الحرب، على خلفية العمليات العسكرية المستمرة منذ فبراير الماضي على الأراضي الأوكرانية.