رمضان روسيا.. تفاؤل بأجواء سعيدة رغم حرب أوكرانيا

على عكس المتوقع، تحدث مسلمون مقيمون في العاصمة موسكو لموقع “سكاي نيوز عربية”عن أن الشهر الكريم قد تكون أجواؤه أفضل من العامين السابقين، خاصة مع عودة صلاة التراويح في المساجد، ومطاعم الرحمة “موائد الرحمن” نتيجة تخفيف قيود الحركة التي سببتها جائحة كورونا، أما الحرب فهي تجري خارج أراضي روسيا.

والإسلام ثاني أكبر ديانة في روسيا، ويشكل المسلمون أغلبية في سبعة أقاليم روسية هي إنغوشيا (نحو 98%)، والشيشان (96%)، وداغستان (94%)، وقبردينو- بلقاريا (70%)، وقره شاي -شركيسيا (63%)، وبشكيريا (63%)، و تتارستان (54%).

ويزداد عدد المسلمين سنويا، بسبب معدل المواليد المرتفع بينهم، وتدفق المهاجرين من آسيا الوسطى وأذربيجان.

وخلال رمضان يحرص المسلمون على أداء الصلاة في المساجد وخاصة التراويح، وتختم المساجد القرآن الكريم على مدار الشهر، والمسلمون يستمرون في أعمالهم دون تغيير في المواعيد.

أجواء روحانية

الإعلامية المقيمة في موسكو نغم كباس تقول: إن المسلمين في روسيا يحافظون على العادات والتقاليد الإسلامية التي تشبه الموجودة في البلاد العربية، والمملكة العربية السعودية هي مرجعيتهم الدينية.

ولفتت إلى أنه رغم طول مدة الصيام بسبب طول ساعات النهار “إلا أن هذا لم يثنِ عزيمة المؤمنين، وهم يصبرون ويحتسبون”.

وعن عادات الإفطار تقول: إنه بعد انتهاء العمل تعود الأسرة للمنزل لتعد الإفطار سويا، في أجواء تشبه البلاد العربية، إلا أنهم يبدأون الإفطار بشرب الحساء وليس العصائر.

وفي موسكو العديد من الجوامع التي يرتادها المسلمون دون أي مضايقات، وفق نغم كباس.

رفع الإجراءات الاحترازية

الأكاديمي والباحث السياسي قبائلي الحسين، المقيم في موسكو، يقول: “اعتقد أن رفع الإجراءات المفروضة للحد من فيروس كورونا سيعيد الأجواء الرمضانية لسابق عهدها، بإقامة مطاعم الرحمة وصلاة التراويح”.

ويضيف أن الجالية المسلمة تحرص على تنظيم إفطار جماعي في المطاعم العربية والتركية المنتشرة في المدن.

وتوقع ألا تؤثر الحرب في أوكرانيا على أجواء رمضان، لأنها تدور خارج روسيا: “لا أرى أي تغييرات في الحياة اليومية، خصوصا في العاصمة منذ انطلاق العملية العسكرية، باستثناء ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة”.

المائدة الرمضانية

يغلب على المائدة الروسية طابع الخضراوات والفواكه، منها “الكمبوت” وهي أكلة مصنوعة من الفواكه المجففة والطازجة، وبعدها يتناول الصائمون سلطات مثل “فينيكريت” و”باتشوبا” و”الفيي”، ثم تأتي الوجبة الرئيسية من اللحوم والأسماك، ومنها أكلة “بيلميني” وتشبه “الشيش باراك” التركي.

وأما المشروب المفضل في رمضان فهو “الكفاس” لقدرته الكبيرة على قهر العطش، وهو شراب تقليدي مثل العرقسوس والتمر والسوبيا والخروب في الدول العربية، ويحظر بيع المشروبات الكحولية في بعض المناطق خلال الشهر الكريم.