قائد القوات البريطانية: بوتين خسر الحرب بسبب تكتيك جنوني ومفلس

خسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربه في أوكرانيا “بسبب سلسلة من سوء التقدير كارثية، وأن الضباط نقلوا معهم الجنود من دون علمهم بأنهم سيقاتلون هناك، وهو تكتيك جنوني ومفلس أخلاقيا” برأي الأدميرال السير Tony Radakin القائد العام للقوات المسلحة البريطانية.

قال الأدميرال هذا الكلام، وغيره الكثير عن بوتين وحربه في أوكرانيا، حين استضافه مساء أمس الخميس معهد Institute for Government للبحوث الحكومية، وفيه اعتبر أن مكانة بوتين “تضاءلت” نتيجة سلسلة من “احكام خاطئة، تضمنت السماح لنفسه بالتضليل فيما يتعلق بقوته وفعالية قواته المسلحة” وذكر أن العسكريين الروس من مختلف الرتب “أبدوا قلقهم من حربه، وأن كبار القادة يتعرضون لضغوط لأن الغزو كان سيئ التنفيذ (..) خسر بوتين بالفعل من نواح كثيرة. ومع أنه (جعلنا نعتقد) بأنه متلاعب بعيد النظر بالأحداث، فقد أضر بنفسه من خلال سلسلة كارثية من سوء التقدير” وفق تعبيره.

وقال راداكين أيضا، إن بوتين: “مثل كل المستبدين، سمح لنفسه بأن يتم تضليله فيما يتعلق بقوته، بما في ذلك فعالية القوات المسلحة الروسية، وفشل أيضا بتقدير الوحدة والتلاحم الموجودين بين دول العالم الحر، في أوروبا وخارجها بشكل واضح، وأدت أفعاله للآن إلى الحشد أكثر من التقسيم، وأظهرت أن لدى أوكرانيا الشيء الوحيد الذي تفتقر إليه روسيا بشكل أساسي، وهو الأصدقاء الحقيقيون”

تابع وأضاف: “الواضح جدا، أن بوتين شخصية أضعف وأكثر تضاؤلًا اليوم مما كان عليه قبل شهر، فيما “الناتو” أقوى وأكثر اتحادا مما أتذكره بأي وقت (..) وهناك مؤشرات مبكرة على تراجع القوات الروسية، وهي خطوة تجعل الجيش البوتيني عرضة لهجوم المدافعين الأوكران.. أعتقد أن طموحات روسيا باحتلال أوكرانيا بكاملها بطريقة سريعة ومثيرة للإعجاب، انهارت تماما، وأصبح التركيز على كييف أقل، فيما الأكبر على الشرق والجنوب” كما قال.

“بوتين خائب الأمل أمر خطير”

واستشرف الأدميرال راداكين ما قد يحدث في الأيام القليلة المقبلة، بقوله: “بدأنا نرى بداية مؤشرات عن عودة القوات الروسية من كييف والتراجع إلى روسيا وبيلاروسيا، وهذا بالذت تطور صعب للروس، لأنهم يفعلون ذلك بضغط من الاحتكاك مع القوات الأوكرانية، والتي ستهاجم تلك القوات أثناء انسحابها.. بعدها، يتعين علينا الانتظار لنرى كيف يتحقق ذلك ويتشكل في المستقبل.”

أما David Williams نائب وزير الدفاع البريطاني، وأكبر موظف مدني بالوزارة، فقال إنه قلق بشأن رد فعل الرئيس الروسي “على خسارة أي أرض بأوكرانيا” بحسب ما تلخص “العربية.نت” الأهم بكلام نقلته عنه صحيفة “التايمز” البريطانية اليوم الجمعة، وفيه شرح “أن بوتين غير المتوقع وخائب الأمل أمر خطير” وأن بريطانيا لا تخطط لزيادة عدد الرؤوس النووية المتوفرة لديها على خلفية الأزمة حول أوكرانيا.

حلم احتلال روسيا لأوكرانيا بكاملها، انتهى بنشر قواتها في الشرق والجنوب الأوكرانيين، وعلى حدود بيلاروسيا الجنوبية فقط

حلم احتلال روسيا لأوكرانيا بكاملها، انتهى بنشر قواتها في الشرق والجنوب الأوكرانيين، وعلى حدود بيلاروسيا الجنوبية فقط

وما قاله السكرتير ويليامز يطابق معلومات استخباراتية بريطانية، بأن رفض الجنود تنفيذ الأوامر وتخريب معداتهم وإسقاط طائراتهم عن طريق الخطأ قد يؤدي الى فوضى غير محسوبة النتائج في روسيا، ومطابق أيضا لما صرح به السير Jeremy Fleming مدير “مكاتب الاتصالات الحكومية” أو GCHQ اختصارا لمهمتها كوكالة استخبارات وأمن بريطانية، بقوله الثلاثاء الماضي في أستراليا “إن بوتين يواجه تمردا عسكريا متزايدا بسبب حربه الشخصية الفاشلة في أوكرانيا، ومستشاروه يكذبون عليه بشأن مدى سوء الحرب، ويجعلونه يبالغ بتقدير قوة جيشه لتحقيق نصر سريع” كما قال.