لافروف: تقدم في محادثات السلام مع أوكرانيا

في وقت من المرتقب أن تعقد جولة جديدة من المحادثات الروسية الأوكرانية، اليوم، بغية إنهاء الصراع المستمر منذ 5 أسابيع والذي خلف آلاف القتلى وأدى إلى فرار أكثر من 4 ملايين شخص خارج أوكرانيا، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه تم إحراز بعض التقدم في محادثات السلام مع كييف وأن موسكو تعد ردها على المقترحات الأوكرانية.

كما قال لافروف في إفادة صحافية عقب محادثاته مع مسؤولين هنود الجمعة إن محادثات السلام مع أوكرانيا يجب أن تستمر لكن كييف أظهرت “تفهماً أكبر بكثير” للوضع في شبه جزيرة القرم ودونباس وضرورة أن يكون وضعها محايداً، وفق رويترز.

عبر الإنترنت

وتعقد الجولة الجدية من المحادثات بين الروس والأوكرانيين عبر الإنترنت، بعد جلسة امتدت لـ4 ساعات في إسطنبول الثلاثاء الماضي.

يشار إلى أن مسؤولاً أوكرانياً كبيراً كان أعلن الأربعاء أن موسكو وكييف ستستأنفان محادثات السلام بينهما عبر الإنترنت في الأول من أبريل بعد انتهاء أحدث جولة من المفاوضات في تركيا.

وقال المفاوض الأوكراني ديفيد أراكخميا في منشور على الإنترنت إن أوكرانيا أكدت ضرورة عقد لقاء بين رئيسي البلدين، لكن موسكو ردت قائلة إن هناك حاجة لمزيد من العمل على مسودة معاهدة، وفق رويترز.

لم تفض لنتائج “واعدة جداً”

يأتي ذلك بعد أن أعلن الكرملين، الأربعاء، أن المفاوضات التي جرت بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول الثلاثاء لم تفض إلى نتائج “واعدة جداً” ولا إلى أي “تقدم”.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين: “في الوقت الراهن، لا يمكننا الإشارة إلى أي نتائج واعدة جداً أو تقدم من أي نوع. هناك كثير من العمل لإنجازه”.

دميتري بيسكوف (أرشيفية من رويترز)

دميتري بيسكوف (أرشيفية من رويترز)

غير أنه اعتبر أنه أمر “إيجابي” أن الجانب الاوكراني “بدأ أخيراً بصوغ اقتراحاته بشكل ملموس ووضعها خطياً”. وقال: “نحرص على تجنب الإدلاء بتصريحات علنية بخصوص جوهر” المواضيع التي تبحث في المفاوضات لأننا نعتقد بأن المفاوضات يجب أن تجري بعيداً من الأضواء”.

تناقض مع الأجواء الإيجابية

إلا أن هذه التصريحات تتناقض مع الأجواء الإيجابية التي عبر عنها مسؤولون روس شاركوا في المحادثات التي جرت الثلاثاء في إسطنبول.

ففي ختام المحادثات، قال رئيس الوفد الروسي وممثل الكرملين فلاديمير ميدينسكي إن الاقتراحات “الواضحة” من أوكرانيا بهدف التوصل إلى اتفاق “ستدرس قريباً جداً وستعرض على الرئيس” فلاديمير بوتين.

من جهته لفت سيرغي لافروف إلى أنه “راض” عن نتائج المفاوضات في تركيا معتبراً أنها خطوة إيجابية “إلى الأمام”.

مطالب أوكرانيا

وتطالب كييف بـ”اتفاق دولي” يضمن أمنها، تقوم بموجبه دول أخرى بدور الضامن. في المقابل، ستوافق أوكرانيا على حيادها وستتخلى عن طلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ولن تنشر على أراضيها أي قواعد عسكرية أجنبية، بحسب فرانس برس.

كما تطالب كييف أيضاً بألا تحظر هذه الاتفاقية الدولية بأي حال انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي. وستستبعد أراضي القرم ودونباس الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا “مؤقتاً” من الاتفاقية.

جنود روس في محيط كييف (أرشيفية من أسوشييتد برس)

جنود روس في محيط كييف (أرشيفية من أسوشييتد برس)

والأربعاء كشف ميدينسكي في مقطع فيديو نُشر على حسابه على منصة تلغرام أن “أوكرانيا أعربت عن استعدادها للوفاء بالشروط الأساسية التي أصرت عليها روسيا في السنوات الأخيرة”.

وفيما أعلن نائب وزير الدفاع الروسي الكسندر فورمين الثلاثاء أن موسكو “ستقلص بشكل جذري أنشطتها العسكرية في اتجاه كييف وتشرنيهيف” في شمال البلاد. غير أن كييف والعواصم الغربية تلقت هذا الإعلان بتشكيك، وقال حاكم منطقة تشيرنيهيف الأوكرانية الأربعاء إن قصف المدينة استمر “طوال الليل” رغم الوعود الروسية.