ملياردير مثير للجدل يستقيل من حزب أردوغان.. وهذه الخلفيات

بعدما أثار جدلاً على نطاقٍ واسعٍ في تركيا إثر هجومه المتكرر إعلامياً على حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي تحظى أنقرة بعضويته، أحال حزب “العدالة والتنمية” الحاكم الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رجل الأعمال المعروف أدهم سانجاك إلى لجنة تأديبية تحضيراً لطرده من الحزب الحاكم الذي يشغل عضويته منذ سنوات رغم أنه يعدّ مقرباً جداً من الرئيس التركي.

ورغم أنه لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي حول استقالة أو إقالة سانجاك من حزب “العدالة والتنمية”، إلا أن الصحافي التركي المعروف جانداش تولغا إشّك، كشف في تغريدةٍ على حسابه الرسمي في “تويتر”، والذي يحظى بمتابعة أكثر من 278 ألفاً، استقالة رجل الأعمال ومالك شركة BMC التركية لصناعة المدرّعات العسكرية من حزب “العدالة والتنمية”.

من المعدات العسكرية التي تنتجها شركة BMC

من المعدات العسكرية التي تنتجها شركة BMC

وبالتزامن مع ما نشره الصحافي التركي، نشرت عدّة وسائل إعلامٍ تركية محلّية أنباء تفيد باستقالة سانجاك من الحزب الحاكم. ونقلت عنه قوله إن “استقالته شأن داخلي في صفوف العدالة والتنمية”، ولذلك يمتنع عن التعليق بخصوصها لوسائل الإعلام.

وقد قرر الحزب الحاكم إحالة سانجاك ذي الأصول العربية إلى اللجنة التأديبية بعدما وصف حلف شمال الأطلسي بـ”الورم السرطاني”، ودعا إلى طرد القوات الأميركية من سوريا، وإقامة علاقات مع رئيسها بشار الأسد، وذلك في أعقاب العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية والمتواصلة منذ 24 فبراير الماضي والتي على إثرها أعلن سانجاك عن تأييده للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتعيد إحالة سانجاك إلى لجنة تأديبية إلى الأذهان ما حصل مع رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، الذي استقال من حزب “العدالة والتنمية” في منتصف شهر سبتمبر من العام 2019 بعد إحالته إلى لجنةٍ تأديبية تمهيداً لطرده من الحزب الذي كان واحداً من أبرز مؤسسيه.

 رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو

رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو

واستبعد أكاديمي تركي أن تكون تصريحات رجل الأعمال بشأن “الناتو” سبباً في إحالته إلى لجنة تأديبية، ملمّحاً إلى فارقٍ بينه وبين داود أوغلو فيما يتعلق “بثقلهما السياسي”، على حد تعبيره.

وقال متّه كاآن كاينار، الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة هجي تبة، إن “هذه الاستقالة أصابت أعضاء من الحزب الحاكم بحالة من الذعر، لأنها ربّما تُنذر في نهاية المطاف بخسارتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة التي ستعقد العام المقبل”.

وأضاف لـ”العربية.نت” أن “عضوية الحزب لا تحظى باهتمام لدى سانجاك لأنه رجل أعمال وبالنسبة إليه ليس مهماً أن يكون في صفوف الحزب الحاكم، خاصة أنه من أتباع أردوغان، لا من أتباع حزب العدالة والتنمية”.

وتابع أن “الحزب الحاكم يريد إنهاء هذه المشكلة أو الاستقالة بأقل الخسائر الممكنة”.

وسبق لسانجاك، وهو رجل أعمال وملياردير يبلغ من العمر 64 عاماً، أن انتقد استخدام القوات المسلّحة الأوكرانية لطائرات مسيّرة تركية، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية عند زيارته لموسكو قبل أكثر من شهر والتي قال فيها إن “الناتو عارٌ على تركيا” وإن هذا الحلف “دعم الإرهابيين ومحاولة الانقلاب الفاشلة” على حكم الرئيس أردوغان في يوليو من العام 2016.

كما كشف رجل الأعمال قبل أيام أن حزب “العدالة والتنمية” وصل إلى الحكم في تركيا بدعمٍ أميركي، وهو ما يعد سبباً رئيسياً لإحالته إلى لجنةٍ تأديبية أكثر من هجومه الإعلامي على حلف شمال الأطلسي، وفق ما ذكرت صحيفة Duvar التركية.