سلسلة “داقيوس ومقيوس” الجزائرية.. نجاح كبير بميزانية صغيرة

وقد تعلق المشاهد الجزائري بهذه السلسلة الرمضانية، بشكل ملحوظ نظرا لما يقدمه الثنائي من كوميديا تحاكي الواقع الجزائري بطريقة متميزة.

وقد كانت بداية علاقة الثنائي عام 2012، عندما شاركا في بطولة سلسلة “جرنان القوسطو” الساخرة، والتي تشهد على مرحلة مهمة من تاريخ الانفتاح الإعلامي في الجزائر.

فبعد نجاح جرنان القوسطو، تشجع الثنائي الجزائري لإنجاز سلسلة “داقيوس ومقيوس”، التي يجسد فيها نبيل ونسيم شخصية شيخين تجمعهما علاقة صداقة قوية، يعيشون يوميا الكثير من المواقف الفكاهية.

واكتفى نبيل عسلي بالظهور خلال شهر رمضان 2022، بشخصية داقيوس بعدما خاض العام الماضي تجربة مختلفة مع المسلسل الدارمي التونسي “مشاعر”.

ويصف عسلي هذه العودة بالمنطقية نظرا لأهمية الكوميديا خلال شهر رمضان، وقد أصبحت ضرورة ليس فقط في الجزائر وإنما بالنسبة للمشاهد العربي.

وقال عسلي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “خلال شهر رمضان يعيش المشاهد العربي مع برامج التلفزيون، ويبتعد قليلاً عن نتفليكس والسينما، ويبحث عن الكوميديا التلفزيونية”.

وأكد الممثل الجزائري أن هذا الأمر ينطبق على الجميع وخاصة في الجزائر، حيث يحب الناس الكوميديا للهروب من مشاكل الحياة اليومية.

وذكر عسلي: “داقيوس ومقيوس لديهم قاعدة جماهيرية واسعة في رمضان، لقد أصبحت أشعر أن هناك علاقة صداقة استثنائية بين الجمهور الجزائري وداقيوس ومقبوس”.

ويرى بطل السلسلة أن هناك توجها كبيرا في الجزائر لصناعة مثل هذا النوع من الأعمال الرمضانية التي لا تحتاج لميزانيات كبيرة.

وقال: “الإنتاج الفني في الجزائر خلال هذا العام قليل جدا، نظرا للصعوبات المالية التي تمر بها شركات الإنتاج والقنوات الخاصة، والكوميديا هي المتنفس الذي يحتضن الجميع”.

جزء مغاربي مهم

من جهة أخرى، تعتبر هذه السلسة محطة لتقريب شعوب المغرب الكبير، بعدما أنجز الثنائي الجزائري الجزء الثالث منها عام 2021 بتونس بمشاركة فنانين وتقنيين تونسيين.

وقد كانت بصمة الفريق التونسي واضحة جدا في ذلك الجزء الذي أشرف على إخراجه المخرج التركي محمد جوك (مخرج المسلسل التونسي مشاعر).

ويرى عسلي أن “التجربة الجزائرية تونسية مهمة جدا وبإمكانها مساعدة البلدين على اقتحام السوق الفنية العربية بقوة”.

وقال الممثل الجزائري: “لقد كانت هناك عدة تجارب مشتركة بين لبنان وسوريا ودول الخليج ومصر، والتعاون الجزائري التونسي مهم وممكن في الوقت نفسه نظرا للتقارب الكبير بين البلدين”.

ممثل بارع 

وتخرج نبيل عسلي من معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان بالجزائر عام 2006، وقد حاز على عدة جوائز في التمثيل، منها جائزة أفضل ممثل في الدورة الخامسة عشرة لمهرجان للورانسي في إسبانيا، وجائزة النقاد الدولية “فبيريسي” في مهرجان دبي السينمائي.

ولا يقتصر أداؤه على الأدوار الكوميدية فقط، وإنما جسد عدة أدوار في السينما خصوصا مع المخرج مرزاق علواش، الذي قدّمه في فيلم “نورمال” و”حراڤة” سنة 2009، وفيلم “التائب” الذي شارك به في مهرجان “كان” عام 2012، وأيضا مع المخرج عمور حكار الذي منحه دور البطولة في فيلم” الدليل” عام 2013.