مشاهد مروعة.. جثث مكدسة بأكياس تحت التراب في بوتشا

فيما تحشد كييف الدعم الدولي من أجل إجراء تحقيق فيما حدث في مدينة بوتشا الواقعة شمال غربي العاصمة، كشفت مشاهد حصرية لـ العربية/الحدث وجود مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث.

وأضاف مراسل العربية/الحدث، اليوم الثلاثاء، أن بعض الجثث كان ظاهراً وبعضها الآخر تحت التراب داخل أكياس بلاستيكية، لافتاً إلى أن السلطات تقوم بنقلها لدفنها بعد التأكد من هوياتها.

يأتي ذلك، فيما أكدت متحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل، أن لقطات مسجلة مصورة من بوتشا ومناطق أوكرانية أخرى تظهر كل الدلائل على أن المدنيين “استهدفوا، وقتلوا بشكل مباشر”.

وأوضحت اليوم الثلاثاء، أنه يمكن المحاججة بأن هناك “سياق عسكري” للبنايات التي تعرضت للقصف، وهجمات المدفعية.

لكنها قالت إنه من الصعب رؤية مثل هذا السياق لشخص يرقد في الشارع مصابا برصاصة في رأسه، أو جسده يحترق.

تحقيق دولي

وكان الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي قال في كلمة مصورة له صباح اليوم الثلاثاء، أن ما لا يقل عن 300 مدني قتلوا في بوتشا، حيث عُثر على مقابر جماعية وجثث بعد أن استعادت القوات الأوكرانية البلدة من القوات الروسية.

كما شدد على أنه من مصلحة بلاده فتح تحقيق دولي في مقتل مدنيين خلال النزاع على أيدي القوات الروسية.

من بوتشا شمال غربي كييف (رويترز)

من بوتشا شمال غربي كييف (رويترز)

انسحاب روسي

يشار إلى أن القوات الروسية كانت انسحبت قبل أيام من محيط العاصمة كييف، عقب مواجهات شرسة مع القوات الأوكرانية، في حين وصفت موسكو الانسحاب بأنه بادرة حسن نية من أجل دفع المفاوضات التي عقدت آخر مرة يوم الجمعة الماضي بين الطرفين عبر الفيديو، وكان من المقرر أن يجتمع المفاوضون مجددا أمس الاثنين لكن لم يكشف أي من الجانبين جديدا بخصوص المحادثات.

إلا أن تبادل الاتهامات بين الطرفين حول ما جرى في بوتشا، والدعوات الدولية المتصاعدة من أجل التحقيق في “جرائم حرب” وقعت في تلك البلدة على أيدي الروس، ألقى بظلاله بقوة على محادثات السلام الهادفة إلى حل النزاع بين الجانبين.

يذكر أن روسيا كانت شنت في 24 فبرار الماضي ما سمّته “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا، بهدف نزع سلاح الجارة الغربية وحماية سكان الشرق الأوكراني، وفق الرواية الروسية، إلا أن تلك العملية التي كان من المتوقع أن تكون مختصرة وقصيرة طالت على ما يبدو لتدخل يومها الـ 41 على وقع اتهامات بارتكاب مجازر. وهو ما تنفيه موسكو جملة وتفصيلا.