انتخابات فرنسا.. جوارب المرشحين تكشف عن متصدري الاقتراع

مقابل 13 يورو، أصبح من الممكن الآن شراء جوارب تحمل صورة المرشحين للانتخابات الرئاسية لعام 2022. إذ تقدم العلامة التجارية أزواج جوارب إيمانويل ماكرون، جان لوك ميلينشون، فاليري بيكريس، إريك زيمور، آن هيدالغو، يانيك جادوت ومارين لوبن.

لم يعتقد مؤسس العلامة، مكسيم ليميرز، أن تحقق مبادرته مثل هذا النجاح عندما أطلق مجموعة الجوارب الانتخابية. خصوصا أن الفكرة تولدت من صدفة بعيدة عن تخطيط مسبق.

وهذا ما يؤكده مؤسس العلامة في اتصال هاتفي مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “خطرت لي الفكرة عندما كنت أستقل الحافلة، كانت أمامي سيدتان تتحدثان عن مرشحين اثنين، وقالت إحداهما: الاثنان يصنعان زوجًا. أعجبت بالجملة ورأيت أنها ستكون فكرة جيدة أن نصنع الجوارب بصورة المرشحين. لا يوجد تحيز سياسي من جانبنا. الفكرة كانت أساسا تتمثل في جذب اهتمام الناس بها بطريقة أو بأخرى”.

وبالفعل، أطلق المتجر مجموعة الجوارب القطنية باللونين الأحمر أو الأزرق، تحمل صورة المرشحين السبعة، مرسومين بقناع أو بدونه، مع العلم الفرنسي للرجال، وكوكتيل ثلاثي الألوان للنساء.

وبفضل مبيعاته المرتفعة، استطاع مكسيم ليميرز أن ينشئ صندوق اقتراع خاص به، يتنبأ بالمرشحين الأوفر حظا للمرور إلى الجولة الثانية في الاستحقاق المرتقب في العاشر من شهر أبريل الجاري.

ويقول في هذا الشأن، “يحتل مرشح اليمين المتطرف، إيريك زيمور المرتبة الأولى من حيث المبيعات بنسبة 29%، يليه مباشرة الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، بنسبة 24% ثم جان لوك ميلينشون الذي حقق قفزة نوعية في المبيعات خلال الأيام القليلة الماضية، بنسبة 22%”.

 في حين يفيد آخر استطلاع للرأي، أنجزه معهد “إيلاب” مساء الثلاثاء، 5 أبريل، أنه لا يزال إيمانويل ماكرون في الصدارة بنسبة 28% من نوايا التصويت بفارق 5 نقاط فقط على منافسته مرشحة التجمع الوطني بنسبة 23%.

قد لا تكون الطريقة علمية بحتة، لكن النجاح حقيقي وتجاوز حدود مدينة ليل ليصل وفقا لمؤسس العلامة إلى العاصمة باريس وجميع المدن الفرنسية الأخرى بالإضافة إلى طلبات من خارج التراب الفرنسي، خاصة من سويسرا، ألمانيا، إيطاليا، كندا والولايات المتحدة الاميركية بفضل الموقع الإلكتروني للعلامة التجارية.

محاربة الامتناع عن التصويت

لا يخفي مكسيم ليميرز أن الهدف من الفكرة كان تجاريا في المقام الأول، لكنها تحمل في الوقت نفسه رسالة للناخبين الفرنسيين أساسها محاربة الامتناع عن التصويت والاهتمام بالشؤون العامة للبلاد.

وفي هذا الشأن يوضح ليمرز، “رغم أن الحملة الانتخابية كانت هذه السنة قصيرة لا يتعدى عمرها الشهر بسبب الحرب الأوكرانية الدائرة على أبواب أوروبا، يجب أن ينخرط الكل في هذا الاستحقاق الانتخابي. نحن في بلد ديمقراطي، لا يهم من سيقع عليه الاختيار، الأهم هو المشاركة في عملية التصويت واختيار المرشح المفضل لدى كل ناخب بكل حرية”.

 لكن لا تجري الريح دائما بما تشتهي السفن، فقد تعرض متجر مدينة ليل إلى السرقة والنهب والتخريب تزامنا مع عرض المجموعة ما تسبب في إقفاله والاعتماد على المبيعات الإلكترونية فقط.

“تحقيقات الشرطة متواصلة. لقد سرقوا أزواج جوارب مرشحين معينين دون غيرهم، لو طلبوها لقدمناها لهم مجانا وتجنبنا كل هذه الخسائر المادية”، يقول مؤسس العلامة في ختام حديثه.