كواليس ساعات سبقت إقالة عمران خان.. وثائق تكشف لعبة خطيرة

لن يطوى سريعا على ما يبدو فصل إقالة رئيس وزراء باكستان عمران خان، بعد أن صوت البرلمان فجر الأحد على حجب الثقة عنه.

فقد كشفت وثائق سرية معلومات مهمة عن الساعات الأخيرة التي سبقت تلك الخطوة، حيث لوح “نجم الكريكيت السابق” بفرض الأحكام العرفية وقوانين الطوارئ، بحسب ما أفادت صحيفة الغارديان البريطانية.

كما أكد مسؤولون أمنيون، أنه حاول في يوم التصويت على سحب الثقة، الذي أرجأه حزب خان 14 ساعة، إقالة قائد الجيش من أجل استفزاز القوات العسكرية، ودفعها إلى التأهب والسيطرة على زمام السلطة وفرض الأحكام العرفية.

أزمة ضخمة

وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن خان أراد إقالة قائد الجيش، لكن القوات العسكرية أحبطت خطته بعد أن علمت خباياها”، مضيفا أن رئيس الوزراء المقال أراد “خلق أزمة ضخمة للبقاء في السلطة.”

بالتزامن حاول وزراء خان على ما يبدو تمهيد الطريق للتدخل العسكري. إذ ألمح فؤاد شودري، وزير الإعلام حينها لذلك، قائلا خلال تصريحات صحفية يوم السبت الماضي، “إذا تم فرض الأحكام العرفية على البلاد فإن أحزاب المعارضة ستكون مسؤولة عن ذلك لأنها شاركت في بيع وشراء الأصوات”.

عمران خان (فرانس برس)

عمران خان (فرانس برس)

تهديدات مبطنة

أتت تلك الخطة بعد أن حاول خان في البداية وقف التصويت، الذي كان من المقرر أن يُجرى لأول مرة في الجمعية الوطنية، نهاية الأسبوع الماضي، من خلال حل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات جديدة، زاعمًا أن هذا التصويت جزء من مؤامرة أجنبية للإطاحة به، إلا أن تلك المناورة أحبطتها المحكمة العليا التي أعلنت أن هذه التصرفات تنتهك الدستور، وأمرت بإجراء التصويت.

إلا أن الرجل الذي كان يحظى بشعبية واسعة في البلاد، لم يستسلم بل “فوض وزيرًا كبيرًا من حكومته، وبعث معه رسالة إلى زعيم معارض، مفادها ببساطة “إما الأحكام العرفية أو الانتخابات.. لك أن تختار!”.

كما هدد باستعمال الجيش، لفرض السيطرة كما حصل مرارا وتكراراً في البلاد، التي لم يكمل أي رئيس وزراء ولايته فيها، رغم أن خان هو الوحيد الذي خرج بلا انقلاب عسكري، وإنما بتصويت نيابي.

في المقابل، رفضت المعارضة تلك التهديدات، كما نفى الجيش احتمال التدخل في المشهد السياسي.

كما أوضح الجيش الذي ينكر منذ فترة طويلة التدخل في السياسة الباكستانية، جميع مزاعم مشاركته في الأحداث التي سبقت التصويت، واصفًا إياها بـالشائعات التي لا أساس لها. وقال مسؤول مقرب من الجيش للصحيفة البريطانية: “هذه القصص المزيفة تنشر لتضليل الجمهور، وخلق حالة من الفوضى في البلاد، فالقوات المسلحة هي ضامن السلام في باكستان”.

يذكر أن الأغلبية النيابية في البرلمان كانت أعلنت أمس ترشيح محمد شهباز شريف لتولي منصب رئاسة الوزراء، فيما قدم حزب الإنصاف بزعامة خان أوراق ترشح شاه محمود قريشي نائب رئيس حزب الإنصاف ووزير الخارجية في الحكومة المنحلة.

ومن المقرر أن يعقد البرلمان اليوم الاثنين جلسة لانتخاب رئيس وزراء جديد.