السيرة العامرية.. مخزون تاريخي يتصدر “التريند” في ليبيا

هذه الصدارة لم تكن وليدة الصدفة، حسب ما صرح به مؤلف ومخرج العمل نزار الحراري لموقع “سكاي نيوز عربية”، بل “نتاج مجهود وقصة درامية محبوكة مستوحاة من حقبة خمسينيات القرن العشرين، وأحداث جسام كوّنت المخزون الاجتماعي الذي يعيشه الليبيون حتى الآن”.

والتوثيق الدرامي يسرد سيرة، ترويها شخصية المحامي السيفاو بن عامر بشكل جذاب وجديد على الدراما الليبية، وهي قصة أسرته التي هاجرت من قريتهم الأم “قصر الخوابي” بداية الخمسينيات إلى طرابلس، في رحلة صعبة مليئة بالإثارة والغموض الذي لن تتكشف مفاتيحه إلا في نهاية المسلسل لمزيد من التشويق.

وتستمر أحداث هذه السيرة لتقود أبطال العمل إلى أحداث وإسقاطات تمزج الماضي بالحاضر.

ويضيف الحراري أن “الغرض من المسلسل هو سرد سيرة مليئة بالرمزيات بشأن الصراعات والمشكلات الخاصة بكل الفئات والجنسيات التي وُجدت في ليبيا، خلال هذه السنوات”.

مزج الشعر بالرواية

وعن استخدام النص الشعري والسردي في الرواية، يرى المخرج أنه “يهدف لمخاطبة العيون والآذان بالنص الشعري الذي يسير مع المشاهد، فيخلق ترابطًا قويا، يذكّر بالواقع ويستحضر التاريخ في حبكة غير مسبوقة في الأعمال الفنية الليبية”.

واستغرق مسلسل “السيرة العامرية” عاما كاملا بين التحضيرات وإعداد الشخصيات واختيار الألبسة والأزياء ومعاينة الأماكن التي تحاكي الوقائع التاريخية، وصُوِرت كل مشاهد العمل في تونس، بمشاركة أكثر من 50 ممثلا وممثلة، قضوا عاما كاملا في التصوير.

ويجمع المسلسل بين التوثيق التاريخي الحقيقي وبين الخيال لدرجة الفانتازيا، ويعكس اختلاف الأعراق والثقافات في ليبيا.

ويشارك في المسلسل النجوم محمد عثمان، وواصف الخويلدي، ونضال كحلول، وسند تنتوش، وجميلة المبروك، وذكرى يونس، بالإضافة إلى المسرحي الكبير أحمد إبراهيم، مع ظهور مميز للنجمين التونسيين كمال التواتي وأحمد الحفيان، اللذين مثّل وجودهما في العمل إضافة لافتة، مع الخصوصية والتقارب الكبير في اللهجات وجغرافيا المكان بين البلدين.

ومنذ سقوط ليبيا في الفوضى بعد الاحتجاجات التي أسقطت نظام معمر القذافي عام 2011، والدراما الليبية تهتم برصد ملامح المجتمع وجذور المشكلات التي تسببت في تشتت كلمة أبنائه خلال الأزمة، إضافة إلى استعادة أحداث التاريخ الليبي للاستفادة من دروسها، ومنها هذا العام مسلسل “السرايا” ومسلسل “شط الريح”.