الجزائر توقف بث مسلسل “حب ملوك” للمساس بقداسة شهر رمضان

وفي أول تحرك رسمي ضد برامج شهر رمضان، أمرت سلطة الضبط، بوقف بث حلقات المسلسل أسبوعا ابتداء من الاثنين، وألزمت إدارة القناة بتقديم اعتذار للرأي العام رسمي.

وجاء في بيان للسلطة، أنها ستتخذ إجراءات ردعية في حال إخلال القناة بهذا الالتزام.

وعلى الفور استجابت قناة النهار لطلب سلطة الضبط، وقامت بالاعتذار للجمهور الجزائري ومتابعيها.

وأوضحت النهار في رسالتها الاعتذارية أن المشاهد التي أثارت الجدل تم بثها سهوا، وأكدت على أنها لم تقصد الإساءة إلى مشاهديها، وأنها تحرص على مراعاة قيم الجزائريين.

ويعتبر مسلسل حب ملوك واحد من أهم الأعمال الرمضانية المعروضة عبر القنوات التلفزيونية الجزائرية، وهو من إنتاج تونسي، للمخرج التونسي نصر الدين سهيلي وتم تصويره في تونس.

ويجمع العمل التلفزيوني مجموعة من الممثلين التونسيين والجزائريين البارزين على رأسهم الممثلة المعروفة مينة لشطر ومراد اوجيت وأحمد زيتوني وسعاد سبكي من الجزائر. ومن تونس الممثلة منى نور الدين وجمال المداني وفتحى المسلماني والشاذلي العرفاوي ومريم بن مامي وفراس العبيدي.

والعمل مقتبس من المسلسل التركي العشق الفاخر، ويحكي بشكل كوميدي قصة عائلة أرستقراطية تعيش العديد من الأحداث والصراعات.

حملة كبيرة ضد العمل

وبالتزامن مع عرضه عبر القناة الجزائرية فإن المسلسل يعرض أيضا عبر إحدى القنوات التونسية، وحقق خلال الأسبوع لشهر رمضان نسبة مشاهدة عالية في الجزائر.

وتحول المسلسل لحديث العام والخاص في مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، بسبب المشاهد الجريئة التي بدأ في عرضها بعد الحلقة الخامسة.

 ووصل الجدل إلى خطب الجمعة حيث أشار أئمة بعض المساجد إلى مضمون البرامج الرمضانية التي تعرض عبر القنوات الخاصة، وطالبوا السلطات بالتدخل لوقف ما اعتبروه مساسا بقيم المجتمع.

وإثر ذلك تحول مضمون المسلسل لمحل نقاش داخل قبة البرلمان حيث وجه النائب البرلماني عز الدين زحوف سؤالا كتابيا لوزير الاتصال بخصوص بث مثل هذه المسلسلات خلال شهر رمضان.

وقال النائب زحوف إن هناك برامج تتضمن مشاهد خادشة للحياء وتتنافى مع أعراف المجتمع الجزائري يتم بثها خلال الشهر الفضيل.

وأمام هذه الحملة فضل أبطال المسلسل من الجانب الجزائري التزام الصمت وعدم التعليق بأي شكل من الأشكال.

بين القرار الأخلاقي والنقد الفني

وقال الناقد الفني والمخرج عادل محسن إن وقف العمل في محلة نظرا لخصوصية الشهر الذي يعرض فيه، مؤكدا أن وقف العمل يكشف جانبا آخر عن فوضى البرامج والأعمال الدرامية من خلال تهميش دور لجنة المشاهدة في القنوات.

من جهة أخرى يرى الناقد والأستاذ بجامعة بسكرة محمد الأمين بحري أن سلطة الضبط ليست جهة فنية والفرق شاسع بين عملها والنقد الفني.

وقال بحري لموقع سكاي نيوز عربية: “سلطة الضبط هي هيئة أخلاقية تراعي الذوق العام والقيم في المجتمع وعلى هذا الأساس تقوم بإصدار قراراتها”.

وأكد بحري أن سلطة الضبط في الجزائر منذ تأسست عام 2016، قامت بغلق قنوات تلفزيونية بناء على الضوابط الأخلاقية وليس الفنية.

وأشار لمين أن المراجع الفني لا يقوم بالتركيز على الجوانب الأخلاقية وإنما يهتم بمضمون السيناريو والبنية الدرامية وإدارة الممثلين.

وقال الأستاذ الجامعي: “لو كانت سلطة الضبط هيئة فنية لما أمرت بوقيف الأعمال، مهما كان مستواها الفني”.