هل فقد بوتين اهتمامه بالتفاوض مع كييف؟.. تفاصيل تتكشف

مع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ووسط فشل الجهود الدبلوماسية والمفاوضات لحل الأزمة، يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد اهتمامه بمواصلة التفاوض، وبات عازماً على تحقيق أكبر المكاسب على الأرض.

فقد أكد 3 أشخاص تحدثوا إلى الرئيس الروسي، أن الأخير لم يعد مهتماً بالجهود السياسية لتسوية سياسية تنهي الأزمة بل أضحى هدفه حاليا تحقيق تقدّم عسكري هام على الأراضي الأوكرانية، بحسب ما نقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

“لا احتمالات لتسوية”

كما رأوا أن سيد الكرملين الذي كان يفكر بجدية في التوصل لاتفاق سلام مع أوكرانيا خصوصا عقب التطورات الميدانية التي شهدها الشهر الماضي، بات لا يرى أي احتمالات لتسوية قريبة، خصوصا بعدما أغرقت أوكرانيا سفينة “موسكفا” في البحر الأسود.

وأوضحت المصادر ذاتها أيضاً أن الأمل الذي كان موجوداً للتوصل إلى اتفاق نهائي بات يتأرجح ذهاباً وإياباً بعد غرق الطراد الروسي الأشهر، حيث أضحى بوتين رافضاً لأي مبادرات.

كييف: كسب للوقت لا أكثر!

يذكر أن كييف لطالما شككت في مدى التزام بوتين بمحادثات السلام، إذ رأت مع حلفائها الغربيين أنها مجرد وسيلة لكسب الوقت.

وأمس الأحد، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أنها اقترحت على روسيا إجراء مفاوضات قرب مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول (جنوب شرق) حيث لا يزال يتحصن جنود ومدنيون أوكرانيون بعدما بات القسم الأكبر من المدينة تحت السيطرة الروسية.

وقال أوليكسي أريستوفيتش، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني: “دعونا الروس إلى عقد جلسة مفاوضات خاصة قرب موقع آزوفستال”، لافتاً إلى أن الجانب الأوكراني “ينتظر رد” الوفد الروسي، بحسب ما أفادت فرانس برس.

جاء ذلك بعد جولات تفاوض عدة كانت عقدت في السابق بين الجانبين عبر الفيديو، سبقتها جلسة مباشرة على الحدود البيلاروسية، وأخرى على حدود بولندا من أجل التوصل لاتفاق ينهي النزاع الذي تفجر عسكريا في 24 فبراير الماضي دون جدوى.

ففيما تتمسك موسكو بحيادية الجارة الغربية، ووقف مساعيها للانضمام إلى الناتو، فضلا عن تجريدها من السلاح المهدد لأمنها، تطالب كييف بضمانات دولية متعددة من أجل وقف أي هجوم روسي مستقبلي على أراضيها.

كما ترفض التخلي عن سيادتها على مناطق شرقي البلاد، أو الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

وقد أدت التطورات العسكرية الميدانية مؤخراً إلى عرقلة تلك الجولات التفاوضية ووقفها، لاسيما بعد العمليات المتسارعة في ماريوبول وشرقي البلاد.