الكرملين: مزاعم إعلان التعبئة العامة في 9 مايو مجرد هراء

فيما تستعد أوكرانيا لأيام عصيبة مقبلة، على ضوء تصاعد التقديرات والترجيحات بسعي موسكو لتسجيل انتصار في التاسع من الشهر الحالي (مايو 2022)، لاسيما مع اشتداد المعارك ضد القوات الروسية شرقاً، نفى الكرملين صحة تلك المزاعم.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، اليوم الأربعاء، إن مزاعم إعلان التعبئة في البلاد، والحرب الشاملة ضد أوكرانيا، بالتزامن مع عيد النصر، مجرد هراء.

تاريخ مهم

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أوليكسندر موتوزيانيك، اعتبر في تصريحات سابقة أن القوات الروسية التي أطلقت المرحلة الثانية من عمليتها العسكرية في الشرق الأوكراني أواخر مارس الماضي، تحاول دفع قوات بلاده خارج المناطق الشرقية قبل التاسع من مايو، معتبرا أن هذا التاريخ مهم للطرفين.

ويعتبر هذا اليوم هاما في روسيا، لأنه العيد الوطني للانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية، التي قُتل فيما ما يقدر بنحو 27 مليون مواطن سوفييتي، بين عامي 1941 و1945، والتي دمرت الاتحاد السوفيتي.

صورة عبر الأقمار الصناعية تظهر مصنع آزوفستال في ماريوبول (فربانس برس)

صورة عبر الأقمار الصناعية تظهر مصنع آزوفستال في ماريوبول (فربانس برس)

فيما يرى العديد من المراقبين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يسرع فعلاً من عملياته في إقليم دونباس بالشرق الأوكراني للحصول على نصر يقدمه لشعبه خلال تلك الاحتفالات.

مهاجمة مجمع آزوفستال

أما في ما يتعلق بمصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول، جنوب شرق أوكرانيا، فنفى الكرملين أن تكون القوات الروسية شنت هجوما عليه، مؤكدا أنها لا تنوي اقتحامه.

وقال بيسكوف “أعطي الأمر علنا في 21 أبريل الماضي من القائد الأعلى فلاديمير بوتين، بإلغاء أي عملية اقتحام”، مؤكدا أن قوات بلاده تحاصر الموقع، لكنها لا تتدخل إلا “لتمنع بسرعة محاولات مقاتلين أوكرانيين العودة إلى مواقع إطلاق النار“.

وكان الجيش الروسي أعلن أمس أنه قصف مواقع لمقاتلين من كتيبة آزوف في محيط المجمع المترامي الأطراف في تلك المدينة الساحلية التي باتت تحت السيطرة الروسية قبل أسابيع.

كما أوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في وقت سابق اليوم، أن قوات بلاده فرضت طوقا محكماً على المسلحين الموجودين في المنطقة الصناعية، مؤكداً أنهم “يتجاهلون المقترحات المتكررة للإفراج عن المدنيين وإلقاء السلاح”، حسب قوله.

يذكر أنه منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية في 24 فبراير الماضي، شكلت ماريوبول المطلة على بحر آزوف هدفا استراتيجيا لموسكو، كون السيطرة عليها ستفتح ممراً برياً لتنقل القوات الروسية بين الشرق الأوكراني وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو لأراضيها عام 2014.