طالت طائراتها.. هكذا ردّت روسيا على إسرائيل في سوريا

على الرغم من أن موسكو كانت أعطت العام الماضي، بطاقة بيضاء لتل أبيب أطلقت فيها يد الطائرات الإسرائيلية والهجمات الجوية على المجموعات والميليشيات الإيرانية في سوريا، إلا أن الموقف الروسي قد تغيّر على ما يبدو.

فقد استهدفت القوات الروسية بصواريخ “إس 300″ المتطورة المضادة للطائرات طائرات إسرائيلية أثناء عودتها من هجوم على مواقع إيرانية شمال غربي سوريا الأسبوع الماضي، وذلك بحسب تقرير لـ”القناة 13” الإخبارية الإسرائيلية.

حادث غير مسبوق

ووفق المعلومات، فإن الحادث غير المسبوق وقع ليل الجمعة الماضي، عندما قصف سلاح الجو الإسرائيلي أهدافاً عدة بالقرب من مدينة مصياف شمال غربي سوريا.

وأضاف التقرير أن بطاريات “إس 300” التابعة لجيش النظام قد فتحت النار فعلاً بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تغادر المنطقة، مشيراً إلى أن المنظومة يجري تشغيلها من قبل الجيش الروسي ولا يمكن إطلاقها دون موافقته.

إلا أن الرادار لم ينجح في الإغلاق على الطائرات الإسرائيلية، وبالتالي لم يمثل تهديداً خطيراً للطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وفق التقرير.

مقتل 6 باستهداف وسط سوريا

يذكر أن هذه الحادثة لو تأكدت فعلاً فستكون أول مرة تستخدم فيها المنظومة “إس 300” ضد سلاح الجو الإسرائيلي فوق سوريا.

كما سيسجل الحادث على أنه تطورٌ مقلق لإسرائيل، التي نفذت مئات الضربات الجوية داخل سوريا دون أن تلقى أي رد.

وقتل 6 عسكريين من قوات النظام الأسبوع الماضي في استهداف إسرائيلي جرى على طريق وادي العيون غرب مصياف ومنطقة السويدة بريف محافظة حماة وسط البلاد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتلى هم ضباط وصف ضباط، مشيرا إلى مقتلهم جميعا بعد استهداف عربة للدفاع الجوي بشكل مباشر.

توتر كبير وقلق على سوريا

يشار إلى أن العلاقات بين إسرائيل وروسيا كانت تدهورت خلال الفترة الماضية بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، خصوصا بعدما اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد موسكو بارتكاب جرائم حرب، والرد الروسي حول “الدم اليهودي للقائد النازي أدولف هتلر”.

وبغض النظر عن هذا السجال التاريخي، فإن العديد من المراقبين تخوّفوا فعلاً من انعكاس تلك الجولة الأخيرة من التوتر بين الجانبين على الأراضي السورية، حيث تحتفظ موسكو بعدد من الجنود والقواعد العسكرية وهذا ما حدث على ما يبدو.

فعلى الرغم من عدم إفصاح إسرائيل غالبا عن تفاصيل ضرباتها الجوية المتعددة التي نفذتها خلال السنوات الماضية ضد أهداف على الأراضي السورية، إلا أن العديد من المحللين يرون أنها كانت تنسق قبيل تنفيذها مع روسيا، أو تعلمها في أضعف الأحوال حتى حصل الموقف الأخير وتغيّرت الخطة.