رونالدينو يخطف الأنظار في تونس.. وجدل بشأن “نجاح الزيارة”

ووصل رونالدينو، أحد أفضل لاعبي كرة القدم البرازيليين على مر التاريخ، إلى تونس الجمعة، في زيارة تدوم 3 أيام، وذلك بدعوة من صديقه، مغني الراب التونسي كريم الغربي المعروف باسم “كادوريم“.

وكشف المغني في تصريحات إعلامية أن زيارة بطل العالم مع منتخب البرازيل عام 2002، تأتي للتشجيع على زيارة تونس بهدف إنعاش سياحتها والترويج لها كوجهة محبذة، لما يتوفر فيها من مناطق طبيعية وسياحية وأثرية خلابة.

وشكلت زيارة رونالدينو، نجم برشلونة الإسباني وباري سان جرمان الفرنسي وميلان الإيطالي سابقا، حدثا بارزا استقطب الاهتمام عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي مختلف وسائل الإعلام، ليس فقط للصيت الكبير الذي يحظى به كونه واحدا من أفضل اللاعبين في العالم، وإنما أيضا لأن تلك الزيارة هي الأولى لأحد نجوم كرة القدم البرازيليين لتونس، كما أنها تأتي في ظرف صعب تمر به البلاد على المستويين الاقتصادي والسياحي.

ونشرت الآلاف من الحسابات على منصتي فيسبوك وإنستغرام، صورا ومقاطع فيديو لرونالدينو في جولات سياحية حملته إلى أبرز المناطق في تونس، خصوصا ضاحية قرطاج وقمرت وسيدي بوسعيد شمال العاصمة تونس.

كما شملت جولة في أكبر شوارع العاصمة تونس، شارع الحبيب بورقيبة، وفي أسواق المدينة العتيقة، حيث كان في استقباله المئات من المعجبين وعشاق كرة القدم، ومشجعي منتخب “السامبا” في تونس.

وفضلا عن زيارة عدد من المناطق السياحية والأحياء الفاخرة في العاصمة، خصص رونالدينو جانبا من زيارته لينزل ضيفا على عدد من أكاديميات كرة القدم في المناطق الشعبية والأحياء المهمشة، مثل قصر السعيد وسيدي حسين وحي التضامن غربي العاصمة، وهي الأحياء التي تعرف بأنها المناطق الأشد فقرا في البلاد.

وانتشرت على مواقع التواصل، مقاطع فيديو ظهر فيها رونالدينيو في أحد ملاعب الاكاديميات الخاصة لكرة القدم في منطقة “قصر السعيد”، وهو محاط بعدد من الأطفال الذين بدت السعادة تغمرهم وهم يرحبون به بحفاوة كبيرة، لكن الجولة لم تدم أكثر من 30 دقيقة بحسب ما أورده مدونون على الإنترنت.

ولأن أهداف زيارة النجم السابق لنادي برشلونة سياحية، فإن عدم حضور السلطات الرسمية والمسؤولين في وزارة السياحة أيا من جولات رونالدينهو منذ وصوله إلى تونس، أثار عدة تساؤلات حول مدى نجاح تلك الزيارة وتحقيقها لأهدافها المعلن عنها من قبل مغني الراب “كادوريم”، المشرف على الزيارة.

وظهر رونالدينو في مدينة سيدي بوسعيد، السياحية شمال العاصمة تونس، وهو محاط بطوق أمني مكثف، فيما كانت الحراسة مشددة بشكل كبير حوله في وقت كان بعض الشبان والأطفال يحاولون الوصول إليه واختراق الطوق الأمني والحراس الشخصيين للاعب السابق دون جدوى.

ونشر مدونون على الإنترنت صورا لرونالدينو وهو محاط بعشرات الحراس الشخصيين وأعوان الشرطة، معتبرين أن زيارة أحد أساطير الكرة البرازيلية “لم تحقق أهدافها وتروج لتونس كوجهة سياحية جيدة، بل قدمت صورة سيئة عن منع الأطفال والشباب من عشاق كرة القدم من أن يقتربوا من اللاعب الذي كان ملهما للكثيرين وأيقونة في نظر هؤلاء”.

من جانبه، كشف “كادوريم” أنه “حاول توظيف جهوده الخاصة وعلاقته الوطيدة برونالدينو للتعريف بتونس وتنمية القطاع السياحي وإنعاشه والتشجيع على زيارة البلاد، بهدف المساهمة في خروجها من الصعوبات الاقتصادية”.

وقال كادوريم في مؤتمر صحفي مساء السبت: “لم أحاول الاستئثار بالأضواء أو تجاهل السلطات الرسمية في زيارة صديقي، اتصلت بكل الوزارات، وزارة الداخلية ووزارات الرياضة والثقافة والسياحة، لكن الاستجابة جاءت من الأمن التونسي الذي أشكره لكونه ساهم في إنجاح مختلف جولات رونالدينو”.

واستطرد: “لست مسؤولا عن عدم تجاوب بقية الأطراف، التي لم تعمل على التسويق لتونس كوجهة سياحية”.

وتابع: “حاولت أن أدعم بلادي وأساهم في الترويج لتونس كوجهة سياحية، أعتقد أني نجحت في هذه المهمة، رونالدينهو نجم كبير وصديق حميم، وزيارته مهمة وذات فائدة كبيرة، وسأعمل على دعوة نجوم آخرين في الرياضة.”

بدوره، تحدث النجم رونالدينو باقتضاب عن تونس، مؤكدا أنه “سعيد بهذه الزيارة وبما وجده من حفاوة، خصوصا من قبل الشبان والناشئين المولعين بكرة القدم”، مثنيا على صديقه “كادوريم”، الذي منحه الفرصة ليكون ضيفا على تونس للمرة الأولى في حياته.

وقال رونالدينو في لقائه بالصحفيين إنه يعرف عددا قليلا من لاعبي منتخب تونس، مثل وهبي الخزري مهاجم نادي سانت إيتيان الفرنسي، وأشاد بهدفه الشهير ضد نادي ميتز في الدوري الفرنسي، الذي جاء إثر تسديدة من وسط الميدان.