روسيا تكثف عملياتها بدونباس.. وتدمر مستودع ذخيرة يضم مدافع هاوتزر الأميركية

تتم العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، شهرها الثالث، فيما يواصل الجيش الروسي تدمير مواقع البنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتصعيد الضغط على قوات حكومة كييف في دونباس بهدف تحرير المنطقة كاملة، في مقابل دعم غربي لكييف بالمال والعتاد العسكري، إضافة إلى فرض العقوبات الاقتصادية الخانقة على موسكو.

وفي آخر التطورات، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا كثفت عملياتها في دونباس للسيطرة على سفيرودونتسك وليشانسك وروبايزن.

وميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مستودع ذخيرة أوكراني في دونباس، كان يضم مدافع هاوتزر الأميركية.

وصعّدت القوات الروسية هجومها على آخر جيوب المقاومة في محيط لوغانسك الواقعة في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا. فمنذ بدء العملية العسكرية الروسية، تمكنت كييف بمساعدة من دول الغرب من التصدي لتقدم قوات جارتها في العديد من المناطق، ومنها العاصمة كييف، غير أن روسيا تركّز الآن على تأمين وتوسيع مكاسبها في دونباس والساحل الشرقي الأوكراني.

يأتي ذلك فيما أفاد الإعلام الروسي بأن مقاطعة خيرسون ستطلب من موسكو إقامة قاعدة عسكرية روسية في المنطقة، فيما نقلت وكالة “تاس” عن مسؤول محلي كبير القول إنه قد يتم نصب قاعدة عسكرية روسية في خيرسون.

ومنذ بدء العملية العسكرية، سيطرت موسكو بشكل خاص على منطقة خيرسون المتاخمة لشبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو منذ صراع سابق في عام 2014. ونصبت إدارة جديدة هناك وبدأت في إدخال الروبل الروسي عملة للمنطقة.

وقال كيريل ستريموسوف، نائب رئيس “الإدارة الإقليمية المدنية والعسكرية” في خيرسون، لوكالة الإعلام الروسية: “يجب أن تكون هناك قاعدة عسكرية روسية في منطقة خيرسون.. سنطلب هذا، وهو ما يريده الشعب كله. هذا أمر أساسي وسيكون ضامنا لأمن المنطقة وسكانها”.

وقال مسؤولون روس والسلطات المعينة من موسكو، إن منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا التي توفر جسرا بريا إلى شبه جزيرة القرم، ستصبح على الأرجح جزءا من روسيا.

وعلى الأرض، اعترفت كييف بأن الوضع “يزداد صعوبة” في دونباس حيث تقصف موسكو سيفيرودونيتسك بشكل متواصل”.

وتشدد موسكو القصف على دونباس حيث تحشد بحسب حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي الوحدات التي انسحبت من منطقة خاركيف (شمال شرق) والقوات التي فرضت الحصار على ماريوبول (جنوب شرق) ومقاتلي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين والقوات الشيشانية وتعزيزات استقدمت من سيبيريا وأقصى الشرق الروسي.

وقال غايداي على تطبيق “تلغرام” إن “كل القوات الروسية تحتشد في منطقتي لوغانسك ودونيتسك”، مضيفا أن الأمر نفسه ينطبق على الأسلحة مع “تركيز كل شيء هنا” ولا سيما صواريخ إس-300 المضادة للطائرات وإس-400 المضادة للصواريخ.

وشدد غايداي على أن سيفيرودونيتسك التي تشكل نقطة محورية في معركة دونباس، تتعرض لنيران القوات الروسية “على مدار الساعة”.

وأوضح “إنهم يستخدمون تكتيك الأرض المحروقة، يدمرون المدينة بشكل متعمد” من خلال القصف الجوي وقاذفات الصواريخ المتعددة وقذائف الهاون والقصف على المباني من الدبابات.

وتواجه سيفيرودونتسك المصير ذاته الذي حل بمدينة ماريوبول التي تحولت إلى خراب بعد حصار دام أسابيع عدة، حيث باتت أحياء كاملة مجرد حطام وركام فيما المباني المتبقية تشهد على القصف المكثف بالصواريخ والقذائف.

وتدور معارك عنيفة أيضا قرب باخموت، على ما ذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية.

ومساء الاثنين أعلن زيلينسكي في رسالته المصوّرة المسائية اليومية أنّ “الأسابيع المقبلة من الحرب ستكون صعبة”.

وحذّر الرئيس الأوكراني من أنّ الوضع “صعب للغاية” في دونباس حيث أعادت موسكو تجميع قواتها في هذه المنطقة بعد أن فشلت في الاستيلاء على كييف.

واتّهم زيلينسكي القوات الروسية بأنّها “تسعى للقضاء على كلّ ما هو حيّ” في المنطقة، مؤكّداً أنّ “ما من أحد دمّر دونباس مثلما تفعل القوات الروسية الآن”.