زيلنسكي: لن نسترضي موسكو كما فعلوا مع ألمانيا النازية

وسط تزايد التكهنات بأن النزاع بين روسيا وأوكرانيا سيطول ويمتد لأشهر بعد، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشدة بعض الاقتراحات التي دعت إلى تخلي بلاده عن أراض وتقديم تنازلات لإنهاء الصراع، قائلا إن الفكرة تشبه محاولات استرضاء ألمانيا النازية عام 1938.

وأدلى زيلينسكي وأحد كبار مساعديه بتصريحات غاضبة عن الأمر في وقت تواجه فيه القوات الأوكرانية هجوما جديدا في منطقتين شرقيتين سيطر الانفصاليون الناطقون بالروسية على جزء منهما عام 2014.

سلام وهمي

ففي كلمة مصورة في وقت متأخر ليل الأربعاء الخميس اعتبر الرئيس الأوكراني، أنه “مهما فعلت الدولة الروسية، ستجدون دوما شخصا يقول: دعونا نأخذ مصالحها في الاعتبار”.

وتابع قائلا “هؤلاء الذين ينصحون كييف بمنح موسكو شيئاً، هذه الشخصيات الجيوسياسية العظيمة، لا يرون أبدا أشخاصا عاديين، أوكرانيين عاديين، وملايين الناس الذين يعيشون على الأراضي التي يقترحون تقديمها في مقابل سلام وهمي”.

انتقاد لاذع لكيسينجر

كما اعتبر أن التصريحات التي أدلى بها الدبلوماسي الأميركي السابق هنري كيسنجر توحي وكأنه يتكلم عن عام 1938 وليس 2022، معتقداً أنه يخاطب جمهورا في ميونيخ في ذلك الوقت، و ليس في دافوس”.

بدوره، قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار زيلينسكي في وقت سابق إنه من الواضح أن بعض الدول الأوروبية تريد أن تقدم أوكرانيا تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما نقلت رويترز.

“غرام واحد من سيادتنا”

كما أضاف في تصريحات مصورة نشرت على الإنترنت “لن يتاجر أحد بغرام واحد من سيادتنا أو ملّيمتر من أراضينا”. وتابع قائلا “أطفالنا يموتون والقذائف تحول الجنود إلى أشلاء، ويطلبون منا التضحية بالأرض… لن يحدث هذا أبدا”.

أتت تلك التصريحات بعد أن اقترح وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر قبل أيام في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن تسمح أوكرانيا لروسيا بالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.

قوات روسية في ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا(رويترز)

قوات روسية في ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا(رويترز)

يشار إلى أن بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وقعت عام 1938 اتفاقا في ميونيخ منح في ذلك الوقت، أدولف هتلر بعض الأراضي التي احتلها، فيما كانت آنذاك دولة تشيكوسلوفاكيا تحاول إقناعه بالتوقف عن مواصلة التوسع خارج بلاده.

فيما حثت إيطاليا والمجر الاتحاد الأوروبي حالياً على الدعوة صراحة إلى وقف إطلاق النار وإجراء محادثات سلام مع الروس، مما جعلهما على خلاف مع الدول الأخرى الأعضاء المصممة على اتخاذ موقف متشدد مع موسكو.

تأتي تلك التطورات، فيما دخلت العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، شهرها الرابع، دون أي أفق حتى الآن، لهدنة أو وقف لإطلاق النار، خصوصاً أن مفاوضات السلام التي عقدت على مدى عدة جولات خلال الأشهر الماضية توقفت في الوقت الحالي.