لغط حول سبب انتحاره.. تركي أحرق نفسه وكأنه يقدم عرضاً مسرحياً

تضاربت الأنباء حول الأسباب التي دعت شاباً تركياً إلى حرق نفسه في وسط مدينة إسطنبول قبل أيام والذي فارق الحياة لاحقاً في حادثةٍ أثارت جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما مع إقدام المارة والسياح على التقاط صورٍ مع الشاب قبل أن يقدم على حرق نفسه، عوضاً عن منعه من ذلك.

وتلقى الشاب عبدالله جهاد توران بيكبك البالغ من العمر 28 عاماً العلاج في مستشفى يقع وسط إسطنبول لأكثر من 3 أيام، لكن جروحه كانت بليغة وعلى إثرها فارق الحياة رغم كل محاولات الأطباء في المستشفى الذي نُقِل إليه بعدما حرق نفسه أمام برج “جالاتا” وسط إسطنبول.

ومع أن والي إسطنبول افتتح تحقيقاً في الحادثة، إلا أنه لم يعلن عن نتائجه أو الأسباب التي دعت الشاب إلى الانتحار حرقاً.

عدم حصول الشاب على فرصة عمل

وذكرت مصادر لـ “العربية.نت” أن “بيكبك لم يكن يعاني من أي مشاكلٍ نفسية” في الوقت الذي نفت فيه وسائل إعلامٍ محلّية أن تكون أسباب الانتحار على صلة بالبطالة أو عدم حصول الشاب على فرصة عمل.

وكان الشاب قد أقدم على حرق نفسه في منطقةٍ سياحية وسط إسطنبول، بينما التقط العشرات الصور معه وهو يستعد للانتحار حرقاً.

كما أظهرت صورٌ أخرى، التقاط المارة والسياح الصور معه بينما كانت النيران تفتك بجسده دون أن يبادر أحد إلى إنقاذه في تلك اللحظات.

وأظهر فيديو تمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي الشاب الذي فارق الحياة، وكأنه يقدّم عرضاً مسرحياً، فقد قام برفع يده قبل أن يسقط أرضاً وينهض مجدداً، ليكرر ذلك أكثر من مرة وتمتنع “العربية.نت” عن نشر الفيديو نظرا لبشاعته.

ورغم محاولة عمالٍ من مقهى قريب إطفاء النيران بأدواتٍ معدّة لإخماد الحرائق، لكن ذلك لم يسعفه.

معدلات التضخم

ونفى خبير اقتصادي ومالي أن تكون البطالة وارتفاع معدلات التضخم في الآونة الأخيرة في تركيا، هي السبب خلف انتحار بيكبك.

واكتفى خيري كوزان أوغلو بوصف الضحية بـ “المتعصب” دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل، مشدداً على أن دوافع انتحاره لم تكن على صلة بالأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وفق معرفته.

وطالبت مؤسسات حقوقية وأحزاب معارضة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالكشف عن ملابسات انتحار الشاب التركي.

وشهدت تركيا في السنوات الأخيرة عدّة حالات انتحار على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.

فقبل أكثر من عامين، أنهى المواطن التركي آدم ياريجي حياته حرقاً، على أبواب مقرّ ولاية هاتاي (أنطاكيا) جنوب غربي تركيا، وذلك تنديداً بظروفه الحياتية الصعبة، حيث صرخ قائلاً قبل انتحاره “لم أعد أستطيع إطعام أطفالي”، وفق ما أظهر مقطع فيديو آنذاك.

وعلى العكس من حادثة حرق بيكبك، فقد حاول المارّة حينها إسعاف ياريجي وإنقاذ حياته بعد أن سكب البنزين وأشعل النار بنفسه، لكنه فارق الحياة في مستشفى حكومي بمدينة هاتاي بعد ذلك بأيام.